معنى نقص العقل والدين عند النساء (1)
السؤال : دائما
نسمع الحديث الشريف ( « النساء ناقصات عقل ودين » ويأتي به بعض الرجال
للإساءة للمرأة . نرجو من فضيلتكم توضيح معنى هذا الحديث .
الجواب :معنى حديث رسول الله
: « ما رأيت من ناقصات عقل ودين أغلب للب الرجل الحازم من إحداكن فقيل يا
رسول الله ما نقصان عقلها ؟ قال أليست شهادة المرأتين بشهادة رجل ؟ قيل يا
رسول الله ما نقصان دينها ؟ قال أليست إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ » (2)
بين عليه الصلاة والسلام أن نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وأن شهادتها
تجبر بشهادة امراة أخرى; وذلك لضبط الشهادة بسبب أنها قد تنسى فتزيد في
الشهادة أو تنقصها كما قال سبحانه : { وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ
رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ
مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا
فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى } (3) الآية , وأما نقصان دينها;
فلأنها في حال الحيض والنفاس تدع الصلاة وتدع الصوم ولا تقضي الصلاة ,
فهذا من نقصان الدين , ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة عليه , وإنما هو نقص
حاصل بشرع الله عز وجل , هو الذي شرعه عز وجل رفقا بها وتيسيرا عليها
لأنها إذا صامت مع وجود الحيض والنفاس يضرها ذلك , فمن رحمة الله شرع لها
ترك الصيام وقت الحيض والنفاس والقضاء بعد ذلك . وأما الصلاة فإنها حال
الحيض قد وجد منها ما يمنع الطهارة , فمن رحمة الله جل وعلا أن يشرع لها
ترك الصلاة , وهكذا في النفاس , ثم شرع لها أنها لا تقضي ; لأن في القضاء
مشقة كبيرة ؛ لأن الصلاة تتكرر في اليوم والليلة
خمس مرات , والحيض قد تكثر أيامه , فتبلغ سبعة أيام أو ثمانية أيام أو
أكثر , والنفاس قد يبلغ أربعين يوما فكان من رحمة الله لها وإحسانه إليها
أن أسقط عنها الصلاة أداء وقضاء , ولا يلزم من هذا أن يكون نقص عقلها في
كل شيء ونقص دينها في كل شيء , وإنما بين الرسول
أن نقص عقلها من جهة ما قد يحصل من عدم الضبط للشهادة , ونقص دينها من جهة
ما يحصل لها من ترك الصلاة والصوم في حال الحيض والنفاس , ولا يلزم من هذا
أن تكون أيضا دون الرجل في كل شيء وأن الرجل أفضل منها في كل شيء , نعم
جنس الرجال أفضل من جنس النساء في الجملة لأسباب كثيرة , كما قال الله
سبحانه وتعالى : { الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ
اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ }
(4) لكن قد تفوقه في بعض الأحيان في أشياء كثيرة , فكم لله من امرأة فوق
كثير من الرجال في عقلها ودينها وضبطها , وإنما ورد عن النبي
أن جنس النساء دون جنس الرجال في العقل وفي الدين من هاتين الحيثيتين اللتين بينهما النبي
.
وقد
تكثر منها الأعمال الصالحات فتربو على كثير من الرجال في عملها الصالح وفي
تقواها لله عز وجل وفي منزلتها في الآخرة , وقد تكون لها عناية في بعض
الأمور فتضبط ضبطا كثيرا أكثر من ضبط بعض الرجال في كثير من المسائل التي
تعنى بها وتجتهد في حفظها وضبطها , فتكون مرجعا في التاريخ الإسلامي وفي
أمور كثيرة , وهذا واضح لمن تأمل أحوال النساء في عهد النبي
وبعد ذلك , وبهذا يعلم أن هذا النقص لا يمنع من الاعتماد عليها في الرواية
وهكذا في الشهادة إذ انجبرت بامرأة أخرى , ولا يمنع أيضا تقواها لله
وكونها من خيرة عباد الله ومن خيرة إماء الله إذا استقامت في
دينها وإن سقط عنها الصوم في الحيض والنفاس أداء لا قضاء , وإن سقطت عنها
الصلاة أداء وقضاء , فإن هذا لا يلزم منه نقصها في كل شيء من جهة تقواها
لله , ومن جهة قيامها بأمره , ومن جهة ضبطها لما تعتني به من الأمور , فهو
نقص خاص في العقل والدين كما بينه النبي
, فلا ينبغي للمؤمن أن يرميها بالنقص في كل شيء وضعف الدين في كل شيء ,
وإنما هو ضعف خاص بدينها , وضعف في عقلها فيما يتعلق بضبط الشهادة ونحو
ذلك , فينبغي إيضاحها وحمل كلام النبي
على خير المحامل وأحسنها , والله تعالى أعلم
(1) نشرت في المجلة العربية ضمن الإجابات في باب ( فاسألوا أهل الذكر ) .
(2) صحيح البخاري الحيض (298),صحيح مسلم الإيمان (80).
(3) سورة البقرة الآية 282
(4) سورة النساء الآية 34
2010-02-08, 19:42 من طرف عبد الفتاح