ام فرقان
مشاركاتي» : 845 جنسي » : بلدي » : اقامتي » : 04/09/2009
| | العشر الاوائل من دى الحجة | |
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td colspan="2">
<table border="0" cellpadding="0" cellspacing="0" width="100%"><tr><td class="articalTitle" align="middle"> </td></tr><tr><td height="20"> </td></tr><tr><td class="articalBody" id="artical1">
<table align="left" border="0" width="10"><tr><td align="middle"> </td></tr><tr><td class="imgcaption" id="Comment" dir="rtl" align="middle" valign="top"> </td></tr></table>
مقدمة :
أيها الأخوة والأخوات نستقبل هذه الأيام ، أياما مباركة عظيمة لها فضل في الإسلام ومكانة عند الله عز وجل خصها الله عز وجل بركن من أركان الإسلام العظيم يؤدى في هذه الأيام وفضلها رسول الله صلى الله عليه وسلم على سائر أيام هذه الأشهر المباركة وهي أشهر الحج ونقصد بهذه الأيام ، هي الأيام العشر الأول من ذي الحجة ، فضل هذه الأيام ، وما هي الأمور التي يسن للمسلم والمسلمة أن يقوما بها ، هذا ما سنناقشه في حلقة الليلة من خلال اللقاء بشيخنا العلامة الداعية الإسلامي الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله.
المقدم :
النبي صلى الله عليه وسلم ثبت عنه الحديث الصحيح أنه قال : "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله عز وجل فيها من هذه الأيام يعني الأيام العشر الأولى من ذي الحجة قيل له : يا رسول الله ولا الجهاد؟ قال :" ولا الجهاد ، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء.
ما هي الحكمة من تعظيم هذه الأيام وتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم أن العمل الصالح فيها أحب إلى الله عز وجل من سائر الأعمال في سائر الأيام حتى الجهاد؟
القرضاوي :
هذه الأيام ، أيام عشر ذو الحجة هي من أفضل الأيام عند الله تبارك وتعالى كما روى الشيخان عن ابن عباس ، الحديث الذي ذكرته هذا لما من أيام أحب إلى الله تعالى العمل الصالح فإن من هذه الأيام يعني الأيام العشر
فهذه الأيام ، لماذا فضلها الله تبارك وتعالى؟
أولا : عملية التفضيل والتخصيص والاجتباء هذا شأن إلهي ، الله سبحانه وتعالى من شأنه أن يفضل بعض الأيام على بعض وبعض الشهور على بعض وبعض الساعات في الليل والنهار على بعض كما يفضل بعض الأماكن على بعض. لماذا فضل المسجد الحرام على المساجد الأخرى ، فضل المساجد الثلاثة المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى على سائر المساجد في العالم ولا تشد الرحال إلا إلى هذه المساجد الثلاثة. وجعل الصلاة في المسجد الحرام ب 100 ألف صلاة في ما عاداه من المساجد إلا في المسجد النبوي والصلاة فيه ب 1000 صلاة والمسجد الأقصى الصلاة فيه ب 500 صلاة ، لماذا فضل مكة على سائر البقاع والمدينة ، هذا من تفضيل الأماكن ، وهناك تفضيل الأشخاص لماذا فضل النبيين على سائر البشر ، وفضل النبيين بعضهم على بعض (تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات) الله من شأنه أن يفضل ويختار ويختص كما قال تعالى (وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيار) فهو يختار من الأشخاص ويختار من الأماكن ويختار من الأيام ما شاء عز وجل لأسرار يعلمها هو سبحانه وتعالى أحيانا يبين لنا سر هذا الاختيار ، لماذا فضل شهر رمضان على غيره؟ قال (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) لماذا فضل ليلة القدر على غيرها؟ قال لأنه أنزل فيها القرآن قال (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
هذه الأيام أيام عشر ذي الحجة هي أيام فضلها الله تعالى أولا : لأن شهر ذي الحجة هو من الأشهر الحرم ، والأشهر الحرم مفضلة عند الله سبحانه وتعالى على سائر الأشهر ، كما قال تعالى (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم). والأشهر الحرم هي : ذو القعدة وذو الحجة ومحرم ورجب ، فهذه الأشهر الحرم مفضلة عند الله قال سبحانه وتعالى (ذلك الدين القيم ، فلا تظلموا فيهن أنفسكم) وظلم النفس محرم في سائر الشهور ولكن في هذه الأشهر أوجب. فالعشر أيام الأولى من شهر ذو الحجة مفضلة لأنها من الشهر الحرام شهر ذي الحجة ولأن شهر ذي الحجة بالذات اجتمع فيه أمران أنه من أشهر الحج ومن الأشهر الحرم ، يقول الله سبحانه وتعالى (الحج أشهر معلومات) شوال وذو القعدة وذو الحجة. شوال من أشهر الحج وليس من الأشهر الحرم ولكن ذو الحجة اجتمع فيه الأمران هو وذو القعدة أيضا من الأشهر الحرم وأشهر الحج ، أيضا هذه الأيام يقع فيها كثير من أعمال الحج ، يوم التروية في عشر ذي الحجة ويوم عرفة في عشر ذي الحجة ، ويوم الحج الأكبر وهو اليوم العاشر يوم العيد ، يوم النحر ، هو من عشرة ذي الحجة وأفضل أيام السنة في هذه العشر وهو يوم عرفة فليلة القدر هي أفضل ليالي السنة على الإطلاق ويوم عرفة هو أفضل أيام السنة على الإطلاق ، كما أن ليالي العشر من رمضان أفضل الليالي ، فأيام العشر من ذي الحجة فيها أفضل الأيام ، فهذه بعض فضائل هذه الأيام العظيمة التي صح في الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتنويه بها والبحث على طاعة الله فيها.
مكالمة من مشاهد من عمان :
أردت أن أسأل عن الأضحية ، وابن عمي يريد أن يضحي عن والده ووالده ميت وقد ضحى عن نفسه ، فهل يجوز أن يحلق ذقنه أو شيء من شعره؟
القرضاوي :
قبل أن أسأل عن الأعمال المحظورة في عشر ذي الحجة أسأل عن الأعمال المرغوبة والمطلوبة فما هو المطلوب في أيام عشر ذي الحجة التي فضل الله فيها الأعمال على غيرها ، وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى ومن رحمته أنه كما جاء في الأحاديث "ألا إن لربكم في دهركم نفحات ألا فتعرضوا لها "الله سبحانه وتعالى ما بين الحين والحين يجعل لنا فرصا هي مواسم للخيرات ، مواسم لأهل الطاعة والتقوى كما أن في الدنيا مواسم ينتهزها أهلها ليضاعفوا فيها النشاط ليكسبوا فيها المزيد من الربح والمال ، الله سبحانه وتعالى جعل لأهل الآخرة مواسم أيضا ، شهر رمضان موسم ، عشر ذي الحجة موسم ، الأشهر الحرم موسم ، فهذه بعض مواسم الخيرات التي يتيحها الله سبحانه وتعالى ، ومعنى أنها موسم إن الإنسان يحاول أن يزداد فيها من التقرب إلى الله سبحانه وتعالى بعمل الصالحات واجتناب السيئات ، فمن الأعمال الصالحة ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الأيام العشر قال "فاكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير" ذكر الله سبحانه وتعالى ولذلك كان الصحابة يذكرون الله في عشر ذي الحجة ، يذكرون الله سبحانه وتعالى حتى في الأسواق ، حينما يلقى بعضهم بعضا يكبرون "الله أكبر ، الله أكبر "حتى يرتج السوق بالتكبير ، فهذا طبعا مما ورد في هذه الأيام ، أيضا مما ورد الصدقة في هذه الأيام ، الصدقة يضاعف فيها الثواب ، مما ورد أيضا الصيام ، صيام عشر ذي الحجة ، صيام يوم العاشر ، يوم العيد محرم لأن صيام العيدين (أعياد الإسلام (لا يجوز ، حتى الإسلام كره الصيام يوم الجمعة لأنه بمثابة العيد الأسبوعي للمسلمين إنما في الأيام التسعة من ذي الحجة يستحب فيها الصيام وأوكدها صيام يوم عرفة ، لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال "صيام يوم عرفة احتسب على الله تعالى أن يكفر ذنوب سنتين ، سنة قبله وسنة بعده "أحب صيام يوم عرفة إلا للحجاج ، الحاج في عرفة لا يستحب له الصوم ، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان مفطرا في عرفة وشرب أمام الناس حتى يعلموا أنه مفطر ليكون ذلك أقوى للإنسان على طاعة الله ولا يتعب في هذا اليوم فهو يتنقل... فهذا أحب إلى الله بالنسبة للحاج ، أن يفطر في عرفة إنما غير الحاج فمن أفضل المستحبات عند الله تبارك وتعالى أن يصوم يوم عرفة ، فهذه من الأشياء المستحبة للإنسان في هذه الأيام ، طبعا التواصل بين الناس بعضها وبعض ، زيارة المؤمنين بعضهم لبعض ، وخصوصا في العيد ، إنما هناك الأشياء التي يمتنع عنها المسلم في هذه الأيام ، ما جاء عن أم سلمة في صحيح مسلم أنه "إذا دخل العشر وأرد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من أشعاره ولا من أظفاره شيئا" فأخذ من هذا الحنابلة أنه لا يؤخذ من الشعر ولا من الأظافر واعتبر هذا كأنه نوع من التشبه بالمحرم.
المقدم :
النهي هنا للتحريم أم للكراهة؟
القرضاوي :
اختلف في هذا ، هل النهي للتحريم أم للكراهة؟ بعض العلماء الحنابلة قالوا أنه للتحريم وبعضهم قال للكراهة وأنا أميل إلى هذا أرى أن ما جاء في الأحاديث للنهي الأصل فيه أنه للكراهة ، وما جاء في الأحاديث للأمر الأصل فيه أنه للاستحباب وهذا عرف بالاستقراء ، عشرات الأحاديث جاء فيها الأمر "سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك "هذه الأشياء للاستحباب إلا إذا كان فيه قرينة معينة تدل على ما هو أكثر من هذا مثلا" كل بيمينك "ورد حديث آخر يقول" لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله ، فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله "إنما كلمة" كل بيمينك "وحدها لا تفيد إلا الاستحباب ، أنا أرى أن النهي هو كراهة وهذا ما تأخذه المذاهب الأخرى إنها لا ترى هذا الأمر حراما ، وهذا مما انفرد فيه الحنابلة وخالفت السيدة عائشة أم سلمة راوية هذا الحديث ، وقالت أن النبي عليه أفضل الصلاة والسلام "كنت أفتل له قلائد الهدي فلا يحرم شيئا أحبه الله له إلا بعد أن يحرم "فلذلك اختلف المسلمون فيه وإذا كان الأمر أمر كراهة ، فالكراهة تزول بأدنى حاجة ، لأن من قواعد الحرمة أنها لا تزول بسهولة إنما الكراهة تزول بأدنى حاجة ، الآن لو قلنا للناس أن الذي يحلق لحيته لا يضحي معناها سنحرم المسلمين من إقامة هذه الشعيرة لأنه أكثر المسلمين في عصرنا يحلقون. بالنسبة للأخ السائل هل يجوز أولا أن يضحي ابن عمه عن والده المتوفى؟ هذا قال به بعض العلماء خصوصا في مذهب الحنابلة ، وألف العلامة الشيخ عبدالله بن زيد المحمود رئيس المحاكم الشرعية في قطر رحمه الله ألف رسالة في هذا في عملية الضحية عن الميت وقال أن الصدقة عن الميت أولى من الضحية عنه ، وهذا كلام يدل على علم حقا لأن الصدقة عن الميت مشروعة بالإجماع ، هناك أمران ينفعان الميت بالإجماع ، الدعاء والاستغفار له ، والصدقة عنه ، هذان لا خلاف عليهما بأنهما ينفعان الميت ، إنما الأشياء الأخرى مثلا إذا ضحيت عنه فهل هذا ينفعه أو لا ينفعه؟ إذا قرأت القرآن عليه هل هذا ينفعه أو لا ينفعه؟ فهذه مسائل خلافية ، لو أراد شخص أن يشتري الأضحية مثلا ب 500 ريال ، فهل الأولى أن يضحي عن الميت ، أم يتصدق بهذه ال 500 ريال؟ ، يرى المسلمين في كوسوفو أو في الشيشان ، فلقد قابلني ناس من الشيشان وقالوا أن حالتنا في غاية الكرب بعد الحرب التي حصلت ، مدننا مهدمة ، قرانا مهدمة ، مدارسنا محطمة ، مستشفياتنا كذلك ، كل حياتنا أو البنية التحتية كما يقولون كلها ضائعة ، فإن تتصدق بهذه ال ريال أولى من أنك تضحي بها عن والدك المتوفى ، لأن الأصل في الأضحية أنها شرعت للحي ولم تشرع عن الميت ، شرعت للحي ليضحي ، ليوسع على نفسه ويوسع على أهله ويوسع على أقاربه وجيرانه ، ويوسع على فقراء المسلمين من حوله وليعلن أعياد المسلمين على أعياد المشركين لأن المشركين كانوا يذبحون لأصنامهم باسم الله ، باسم العزى ، باسم هبل ، باسم مناة ، ونحن نقول له (فصل لربك وانحر) (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت) فمن أجل هذا شرعت الأضحية إنما الأضحية عن الميت توسع من الناس أكثر مما يلزم ولم يفعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه.
مشاهدة من (العين) الإمارات :
عندي سؤال لفضيلة الشيخ ، أنا أضحي للمرة الثانية وأريد أن أضحي ، فهل يجوز تمشيط الشعر في الأيام العشر؟ وإذا كانت المرأة غير طاهرة؟.
القرضاوي :
هو نفس الموضوع ، عملية تمشيط الشعر ، الذين قالوا عن هذا قالوا أنها تستحم وتغتسل ، وبعض الناس يقول إن هذا إحرام ، وهذا ليس إحراما لأن كل محظورات الإحرام عليه مباحة له ، ما عدا الأخذ من الشعر والأظافر إنما هو له أن يعاشر زوجته والزوجة أيضا من شأنها أنها تغسل شعرها وتمشطه ، إنما قص الشعر أو حلق الشعر فقط هو الذي كرهه من كرهه ، فالمرأة إذا كانت متزوجة وتمشط شعرها للزينة أو تغسله فلا حرج عليها ولو كانت على غير طهارة أيضا.
مشاهدة من ليبيا :
ذهبت ذات مرة إلى الحج مع زوجي وقد تعب زوجي هناك ومرض وعندما انتهينا من كل شيء (بعد الرجم وكل شيء) أردنا أن نذهب لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ولكن زوجي توفى في مكة قبل زيارة المدينة ، ولكنه قد حج قبل ذلك ولكن بالنسبة لي ، قالوا لي أنت في العدة كيف تذهبين لزيارة الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة فأردت أن أسأل إن كان حجي صحيح أم لا؟
القرضاوي :
أما بالنسبة لزوجها فقد تم حجه فالزيارة ليست من تمام المناسك والحج شيء والزيارة عبادة أخرى ، القصد من الذهاب إلى المسجد النبوي للصلاة فيه وزيارة النبي صلى الله عليه وسلم بعد أن يصل إلى المدينة ، هذا أمر مشروع ولا علاقة له بالحج ، زوجها تم حجه أما بالنسبة لها هي فعندما مات زوجها ، يجب أن تلزم بيتها (فترة العدة) ولكنها ليست في بيتها إنما هي على سفر ، إذا كانت في سفرها وكانت مع رفقة وهي تلتزم أن تمشي مع هذه الرفقة تسافر معهم وتنزل معهم وترجع معهم فالإنسان هنا لم يعد حرا ، يركب ناقته أو جمله متى يشاء أن ينيخه أناخه ومتى شاء أن يسافر أقامه لا ، هو مع رفقائه ومع المقاول أو المتعهد فهي تتحرك بحركة الفريق الذي سافرت معه ، إذا كان هذا الفريق مسافر إلى المدينة تسافر إلى المدينة معهم وحينما يريد الفريق العودة إلى ليبيا تعود معهم ، حتى تصل إلى بيت الزوجية تقيم فيه مدة ال 4 أشهر وعشرة وهي التي أمر الله المرأة أن تتربص فيها بعد وفاة الزوج (والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهم أربعة أشهر وعشرا) هي فترة الحداد التي جاء بها حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم ، عندما تصل إلى بيتها تكمل الأربعة أشهر والعشرة أيام في بيت الزوجية ولا تخرج إلى لحاجة لو كانت تريد أن تخرج لشراء حاجتها أو كانت موظفة ولا تستطيع الاستغناء عن العمل تذهب إلى عملها ولا حرج في حدود الحاجة.
مشاهد من عمان :
سؤالي بالنسبة للأضحية جرت العادة عندنا في عمان أن الكل يذبح أضحيته أو ذبيحته من المستطيع ومن غير المستطيع ، حتى لو يصل الأمر إلى أن يكلف نفسه ، وهذه الذبيحة أغلبها يؤكل في البيت مع الأسرة أو مع الجيران وقليل ما يخرج منها للصدقة ، فسؤالي هو هل تعتبر هذه أضحية ، والتي جرت عليها العادة عندنا؟
القرضاوي :
الأضحية هي سنة من السنن التي شرعها رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا قبل قليل ليوسع الناس على أنفسهم وليوسعوا على أحبابهم وجيرانهم وليوسعوا على فقراء المسلمين ولكن لا ينبغي للمسلم أن يكلف نفسه أو يضيق على نفسه ويستدين لذلك فهذا ليس فرضا ولو كان فرضا فسيكون على من استطاعه لأن الله سبحانه وتعالى لا يكلف الناس ما لا يطيقون ، إن الله يريد بعباده اليسر ولا يريد بهم العسر ، والله سبحانه وتعالى يقول : (فاتقوا الله ما استطعتم) والنبي عليه الصلاة والسلام يقول "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم.
فلا يجوز للمسلم أن يتكلف مثلا يستدين من غيره حتى يظهر بمظهر اليسار ، في الغالب هذا يدخل فيه نوع من الرياء الاجتماعي والعادات التي جرت في المجتمع ، أحيانا يصبح الناس عبيدا لها ، لا ينبغي للناس أن يكونوا أسرى العادات ، ولو كانت هذه العادات مخالفة للشرع ، فالشرع لا يرى أن الإنسان يرهق نفسه ، لا يجيز للإنسان أن يضيق على نفسه فيما وسع الله عليه وأن يلزم نفسه فيما لم يلزمه الله به ، هي تعتبر أضحية طالما ضحى بها ونرجو أن يكون له فيها الأجر ولكن نخشى من النية أن يكون فيها نوع من التظاهر ، إنني لا أريد أن أظهر بأنني فقير ، فكل واحد على حسب طاقته ، وكان سيدنا أبو بكر وعمر رضي الله عنهما لا يضحيان في بعض السنوات مخافة أن يرى الناس ذلك واجبا ، يترك الأضحية في بعض السنين ، حتى لا يظن الناس أن ذلك واجب ، ومن المهم أن يعرف الناس أن السنة سنة والفرض فرض بحيث تبقى الأحكام على مرتبتها الشرعية ، لأن من الخطر أن يظن الناس أن المستحب واجب والمندوب فرض والمكروه حرام ، والصغيرة كبيرة ، لابد أن تبقى الأشياء على منازلها الشرعية ، وقد حققه الإمام الشاطبي في موافقات في فصل أو في عدة فصول رائعة ، فكان أبو بكر يفعل هذا ولذلك نحن لا نرى أن الإنسان يضيق على نفسه بهذا الأمر.
على كل حال إذا ضحى وأكل هو وأهله وجيرانه من هذه الأضحية فقد أدى الذي عليه ، لو استطاع أن يتصدق ولو بالقليل من هذه الأضحية يكون هذا طيبا.
يقول الله سبحانه وتعالى (فكلوا منها وأطعموا البائس الفقير) هذا في الهدي والأضحية أخت الهدي. (فكلوا منها وأطعموا القانع والمعتر) وهي للتوسعة على الإنسان وعلى الفقراء ربنا سبحانه وتعالى في هذا الدين أحب إلا يعيش الناس في الأعياد بأن يكون السرور والفرح مقصورا على أهل اليسار والغنى وحدهم ، والناس الفقراء محرومون من الفرحة يأتي العيد فيزيدهم غما ، لأنه يرى الآخرين في سعة وفرح ويرى نفسه في عسر وضيق ، ويرى أولاد الجيران فرحين وأولاده مغمومين ، وهؤلاء يأكلون اللحم وهم لا.
شرع الله في عيد الفطر زكاة الفطر وشرع في عيد الأضحى الأضحية ، لكي تعم الفرحة الجميع ، لكي يشترك الجميع في مسرات العيد ، فمن أجل هذا يجب على من ذبح وضحى أن يسعى إلى الفقراء ويبحث عنهم ، ويتصدق لهم ولو بشيء قليل لتحقيق معنى الأضحية وحكمة الأضحية .
مشاهد من جدة :
عندي سؤال وهو ليس من موضوع الحلقة وأتمنى أن تجيبني عليه ، ما حكم إسبال الثوب هل هو محرم أو مكروه ، وما علة التحريم إن كان محرما. السؤال الثاني : هل العشرة من ذي الحجة فوائدها على الحاج أم على غير الحاج فقط؟
القرضاوي :
أما سؤالك الأول يا أخي لا شك أن هناك أحاديث جاءت في تحريم الإسبال ومنع الإسبال ، خصوصا إسبال الإزار ، معظمها جاء بلفظ الإزار "إزرة المؤمن إلى نصف الساق" و "مسبل إزاره" ومعروف أن الإزار يمكن للإنسان أن يتحكم فيه فهو يستطيع أن يرفعه ويستطيع أن ينزله ، بخلاف الثياب مثل القميص ، وبعض الصحابة قالوا أن القميص مثل الإزار وهو من باب القياس ، ولكن النصوص الحقيقية من تأمل فيها يجدها في الإزار وإسبال الإزار فقط ، العلماء نظروا في الأحاديث ، معظم العلماء قالوا أن هذا المنع وهذا التشجيب في ذم المسبل " ثلاثة لا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم... ورجل مسبل إزاره "المسبل هو الذي يطيل ثوبه ، وكان من عادة العرب في الجاهلية إطالة الثياب حتى يجر إزاره وهذا يدل على الغنى ، والفقير لا يكاد يستر نفسه أو يصل الثوب لنصف الساق ، والغني يطيل إزاره ويختال ويتبختر فلذلك جاءت الأحاديث مشددة لهذا "بينما رجل يختال في مشيته إذ أعجبته نفسه فخسف الله به الأرض فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة" هذا حديث صحيح ، "ومن اختال في مشيته لقي الله وهو عليه غضبان" وجاء في الحديث عن ابن عمر "من أسبل ثوبه لا يريد بذلك إلا المخيلة كان عليه كذا وكذا من العقوبة. دلت هذه الأحاديث على أنها معللة وعلتها هي الاختيال ورد في الحديث الصحيح أن سيدنا أبو بكر رضي الله عنه -- حينما سمع هذا الوعيد فيمن يسبل ثوبه -- قال : يا رسول الله إني لا أتعهد إزاري فيسترخي -- أي أحيانا لا أنتبه لإزاري فينزل أو يسترخي -- فقال له : يا بكر أبا ، إنك لست ممن يصنعه خيلاء "فدل هذا على أن الخيلاء هي العلة وهذا ما قاله الإمام النووي وما قاله الإمام ابن حجر وما قاله الإمام العراقي وما قاله الكثير من شراح الأحاديث ، بعض إخوتنا يرون عكس ذلك ، لهم هذا الفهم ، إنما الفهم الذي أفهمه من الأحاديث والذي ذهب إليه هؤلاء الأئمة الكبار أن هذا الأمر معلل بالاختيال والفخر ، وإذا انتفت هذه العملية انتفى التحريم ولكن ليس من المستحب أن يجر الإنسان ثيابه وقد يسحب النجاسة من الشارع ، فهذا ليس من المستحب يقينا.
أما السؤال الثاني بالنسبة للأخ وهو هل فضل العشر من ذي الحجة على غير الحاج أو لا ، فهذا لم يرد ، عن سيدنا عبد الله بن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "ما من أيام العمل الصالح أحب إلى الله تعالى فيهن من هذه الأيام -- يعني أيام العشر -- قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد؟ قال : الجهاد ولا... "طبعا الذي يحج لن يذهب ليجاهد في سبيل الله هذا بالنسبة للشخص العادي ، فهي للحاج وغير الحاج.
مشاهد من العين (الإمارات) :
لدي سؤالين السؤال الأول : ما مدى صحة الاعتقاد بأن الأضحية تقسم إلى ثلاثة أثلاث ثلث للمضحي وثلث لأصدقائه وثلث للمساكين.
السؤال الثاني : ما حكم التلفيق ما بين المذاهب عند غالبية العوام أو الأخذ بالمذهب الأسهل الموافق للمصلحة أو كما يقول بعض العلماء قلدها لعالم واطلع سالم ، حيث أن غالبية العوام يسأل عن المسألة الواحدة عدة شيوخ ثم يأخذ بالفتوى التي توافق هواه.
القرضاوي :
بالنسبة لتقسيم الأضحية إلى ثلاثة أقسام ، هذا ورد عن بعض الصحابةوبعض السلف أنهم قالوا : إنها تقسم أثلاثا ، وليس من الضروري أن تكون و 33.3 ٪ 33.3 ٪ 33.3 ٪ و أي مقسمة بالملي إنما تقسمها جزء للإنسان وأهله وجزء لأقاربه وأصحابه وجزء للفقراء وليس من الضروري ثلث ، وثلث ، وثلث ، يجوز 40 و 30 و 30 يجوز 50 و 25 و 25 ، المهم أن يكون للفقراء نصيب ويكون للأقارب نصيب لأنه المقصود هو تعميم الفرحة ، يجوز أن تبعث لهم اللحم ويجوز أن تعمل لهم وليمة وتدعوهم عندك فهذا شيء طيب ادعي جيرانك أو أصحابك أو أقاربك فهذا ممكن وهذا أيضا ممكن بالنسبة للفقراء وممكن تبعث لهم باللحم يتصرفوا فيه بأنفسهم. ويمكن أن يتصدق بها كلها ويجوز أن يأكلها كلها ولكن يحسن أن يتصدق منها ولو بشيء قليل.
بالنسبة لسؤال الأخ الثاني عن التلفيق لعلنا نأتي في حلقة أخرى ونتوسع في هذه القضية ونتحدث عن الاجتهاد والتعليل والتلفيق ، ولكن لا ينبغي للإنسان أن يأخذ الشيء لمجرد أنه أسهل أو لمجرد أنه وافق هواه ، فأنا أسأل الشيخ هذا وذاك وأريد أن يحل لي شيء فمن أحله لي أقول له أنت العالم الجيد. فبهذا أنا أتبع الهوى ولكن المفروض اتبع الدليل كما يجب أن أرى هذا العالم أوثق علما أو أوثق دينا ، محترم وقوله ، حتى لو لم يكن عندي إدراك للموازنة بين الأدلة بحيث أقول هذا الدليل أرجح أو هذا الدليل أضعف وهذا أقوى ، الأولى أن آخذ ما هو أقوى دليل حسب ما يطمئن إليه قلبي ويمكن لو وجدت هذا الدليل أنه يحقق مصالح الناس ويمنع المفاسد عنهم فهذا اعتبار أيضا ولكن لا يكون ضد نص من نصوص الشرع ، أو قاعدة من قواعد الشرع ، إذا كان الإنسان يتبع اعتبارا شرعيا أنه يرى أنه أوثق بالآية الكريمة أو مع ظاهر الحديث النبوي أو يحقق مقصد من مقاصد الشرع أو مصلحة من مصالح الخلق فهذا لا يكون تلفيقا هذا اتباع للدليل ومن يتبع الدليل لا يعتبر ملفقا.
مشاهد من أبو ظبي (الإمارات) :
بعض القراءات التي من الله علينا بها يقال أن هناك أخطاء في الطواف ، مثلا شخص ينوي ويقول نويت أن أطوف البيت مثلا سبع أشواط قد يقولها بفمه أو بقلبه ، ولكن سميت ببدعة وقيل عنها أنها بدعة.
أيضا القراءة من بعض الكتب خاصة الأدعية المأثورة هناك كثير من الناس ربما لا يستطيع أن يعبر عن نفسه ، قد يستمع إلى الناس أثناء الطواف فيردد معهم دون قصد ولكن النية في ذلك أنه يريد أن يدعو كما يدعو الآخرين. وأنا أحسب في ذلك أن هذا المرء ربما يكون قد استعان بهؤلاء في الدعاء وأعتقد أن نيته سليمة في أنه يريد أن يعبر عن نفسه من خلال الحج وأنا أعتقد أن هذا المؤتمر الإسلامي الجامع قد يتيح الفرصة ليتعلم شيء من هذا الطواف. فما رأي فضيلة مولانا وجزاكم الله كل خير.
القرضاوي :
نحن عرضنا لهذا فيما سبق حول الحج وبالنسبة لعملية النية في الطواف ، أولا : أن الإنسان ينوي الحج بكل أركانه وأعماله وليس من الضروري أنه كلما يبدأ شيء يقول نويت السعي والنية في الحقيقة محلها القلب ، ما معنى أن الإنسان يقول نويت أن أطوف وكل شوط يقول نويت الشوط الأول ، نويت الشوط الثاني ، وعندما يريد أن يشرب من ماء زمزم يقول نويت أن أشرب من ماء زمزم. ليس هذا مطلوبا يكفي أن يقول لبيك اللهم حجا أو لبيك اللهم عمرة ، أو لبيك اللهم بعمرة وحج فيكفي هذا وليس مطلوبا منه شيئا آخر وبعد ذلك بحسبه أن يستحضر هذه الأشياء بقلبه هل الإنسان لما ينوي يذهب لعمله في الصباح يقول نويت الذهاب إلى المكتب ، لا يقول هذا ، هو ناوي بدون أن يقول ، لو أن أحدا سأله يقول إلى أين أنت ذاهب؟ يقول له أنا ذاهب للعمل ، لذلك النية محلها القلب ولسنا بحاجة إلى ترديد اللسان في هذه الأشياء ، فهذا لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا الصحابة ولا التابعون ولا أمر الله به ولا رسوله والأصل في العبادات التعبد ، العبادات هذه توقيفية فلا نزيد فيها ولا ننقص ولا نفتح فيها بابا للإحداث لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة" وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح المتفق عليه : "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه ، فهذا بالنسبة للموضوع الأول.
أما بالنسبة للدعاء فقد قلنا أن الأولى بالإنسان أن يدعو الله سبحانه وتعالى بما يريده من الله ، فإن كان يريد الغنى يقول اللهم ارزقني الغنى يا رب العالمين ويسر علي وكثر مالي ، يريد أن يتزوج يقول اللهم ارزقني بنت الحلال التي تسر قلبي وآتني منها البنين والبنات.
يقول الأشياء التي يحتاجها من الله ، ما أنكرناه أن الشخص يمشي وراء المطوف مثلا فيقول المطوف ويردد من وراءه يقول اللهم.. اللهم ، يا ربنا.. يا ربنا ، إن كنت.. إن كنت ، فهو يردد هناك كلمة كلمة وهو لا يعرف ماذا يقول ، هذا ليس مطلوبا ، إنما لا مانع أنه يريد أن يدعو بالأدعية المأثورة في القرآن أو في السنة ، ومعه كتاب وهو لا يستطيع أن يحفظ هذه الأدعية فلا مانع أن يقرأ لنفسه هو ، إنما القراءات الجماعية والتشويش على الآخرين ، ربنا يقول (ادعوا ربكم تضرعا وخفية) ويقول سبحانه وتعالى على لسان زكريا (إذ نادى ربه نداء خفيا) فكلما كان دعاؤك في نفسك وتدعو الله فيما تحب ولو قرأت من كتاب لا مانع في ذلك إنما لا تمشي وراء الآخرين وهم يلقنونك ما لا تعرفه ، وقد يسمع الكلمة منهم خطأ ، فهذا الذي لا ينبغي أن يحدث في الدعاء.
المقدم :
فضيلة الشيخ.. قد يسأل سائل يقول : أيهما أفضل العشرة من ذي الحجة أم العشرة الأواخر من رمضان؟
القرضاوي :
هذه لها فضلها وهذه لها فضلها ، لا نستطيع أن نفاضل بين أمرين كما قلنا بين يوم عرفة وليلة القدر ، ليلة القدر هي أفضل الليالي على الإطلاق ، ويوم عرفة هو أفضل الأيام على الإطلاق.
أيضا المفضل في عشر ذي الحجة أيام العشر ، والمفضل في العشر الأواخر من رمضان ليالي العشر الأواخر ، ولذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال : "التمسوها -- وهي ليلة القدر -- في العشر الأواخر" الليالي العشر فضلت لسببين : أنها ختام الشهر والأعمال بالخواتيم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بهذه العشر وإذا دخلت شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله لأنها ختام رمضان وهو يحب أن يختم له بخير ، والأمر الثاني أنها مظلة ليلة القدر ، فليلة القدر ترجى أكثر ما ترجى في العشر الأواخر وفي أوتار العشر الأواخر ، الانصباب في الفضل في رمضان على الليالي ، والانصباب في الفضل في عشر ذي الحجة على الأيام.
مشاهدة من جدة (السعودية) :
إذا أحرمت امرأة ثم جاءت وعملت إعادة للوضوء فهل تفك الطرحة (الحجاب) أو تمسح من فوق الطرحة؟ ، مع العلم أن الإحرام بالحج وليس بالعمرة.
القرضاوي :
يجوز لها أن تفك طرحتها أو حجابها وتمسح على شعرها ، ويجوز لها أن تغتسل وهي محرمة ، فالمحرم من حقه أن يغتسل ومن حقه أن يغير ثيابه ، المرأة ليس عليها ما على الرجل في الإحرام لأن المرأة تحرم في ثيابها وليس عليها أن تلبس لا إزارا ولا رداء ، كل ما يحرم عليها الطيب ويحرم عليها الأخذ من الشعر أو الأخذ من الأظافر ولا تأخذ من شعرها حتى عندما تمشط شعرها تمشطه بخفة حتى لا يتساقط الشعر ، إنما يجوز لها أن تخلع الطرحة وتتوضأ وتمسح على شعرها ثم تضع طرحتها مرة أخرى ، ويجوز لها أن تمسح على بعض الشعر وتكمل على الخمار أو على الطرحة ، يعني تمسح على جزء من الشعر والباقي على الطرحة ثم تعيدها مرة أخرى على رأسها.
مشاهد من السعودية :
تريد زوجتي أن تحج ولكن لظروف عملي لا أستطيع أن أخرج معها للحج ، ولكن الجيران هنا سوف تذهب الزوجات مع أزواجهن فهل يمكن أن تذهب معهم إلى الحج أم لا؟
وسؤال آخر فقد كنت أعمل في فندق في مكة ووجدت مبلغا من المال وعرضناه لمة عام ولم يأتي صاحبه ليأخذه ، وهناك نظام في الفندق أن المال الذي لم يأخذه صاحبه يأخذه الموظف الذي وجده. فهل يجوز هذا أم لا؟
القرضاوي :
بالنسبة للسؤال الأول فقد تحدثنا عن هذا وقلنا أن النسوة الثقات يقمن مقام المحرم في هذا ، وجاء في مذهب الإمام الشافعي إن امرأة ثقة وحدها تكفي وجاء عن بعض العلماء ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية أنه قال : يكفي الأمن ، إذا أمن الطريق ولم يخف.. فلا حرج ، وهذا مذهب ابن حزم الذي قال : عند الأمن تسافر المرأة وحدها أخذا بحديث عدي بن حاتم الذي أشار أنه عندما ترتفع راية الإسلام تخرج المرأة الضعينة من الحيرة بالعراق تطوف بالبيت لا تخاف إلا الله ، فأخذ منها جواز أن تسافر المرأة وحدها سفر الطاعة بغير محرم. فلا حرج على الأخ إذا كان هناك نساء أقارب أو جيران ، نساء ثقات يسافرن مع محارم لهن وتكون امرأته مع هؤلاء وهو لا يخاف عليها لا حرج في ذلك ولا ينبغي أن يمنعها.
بالنسبة للسؤال الثاني عن اللقطة في مكة ، المفروض أن من خصائص مكة أنه لا تلتقط لقطها ، أي لا يلتقط الإنسان اللقطة في مكة ، وإذا كان ولابد فتلتقط لتسلم إلى جهة معينة ، لمركز شرطة أو مركز المسجد الحرام ، لعل الذي سقط منه المبلغ لم يكن من نزلاء الفندق إنما تسلم إلى جهة مختصة وتكون معلومة عند الناس ، معروف أن الناس تذهب للشرطة أو لرئاسة المسجد الحرام ، فيسأل عن هذا أو في مركز المفقودات أو نحو ذلك ، إنما أن تعرف المبلغ المفقود داخل الفندق وربما لم يكن الذي سقطت منه من أهل الفندق فلن يصل إلى الفندق حتى لو عرفتها سنين 10 ، فهذا لا يكفي ، الأولى أن تسلم المبلغ للجهة التي يذهب إليها الناس للسؤال عن المفقودات. وبعد مرور عام على هذا المال لا يجوز للأخ أن يأخذه إلا إذا كان فقيرا وإلا تسلم إلى الجهات الرسمية.
مشاهد من العين (الإمارات) :
عندي سؤال يدور في ذهني منذ بدأت أعي ، عندنا في الصعيد عندما تهل العشر الأوائل من ذي الحجة هناك ناس تبدأ تذبح الأضاحي وتقيم الولائم وتدعو بعض المشايخ أو بعضا من حفظة القرآن حتى يوم 10 من الحجة ذي. ويضحوا بعد ذلك بأضحية العيد ولكن هذه العادة للذي مات أبوه أو أمه أو أخوه فهو يذبح ويقيم وليمة ويدعو المشايخ وتقرأ فيها القرآن ويقيموا بما يسمى بالمولد ، فيها أذكار عن النبي عليه الصلاة والسلام حتى من ذي الحجة 10. فهل هذه عادة مشروعة أم لا؟ وجزاكم الله خيرا.
القرضاوي :
هذه الأشياء إذا عملت على أنها عبادة أو سنة مشروعة فهذا لا يجوز ، لأنه كما قلنا أن العبادات توقيفية ، الأصل في العبادات هو المنع إلا ما جاء به الشرع ، هناك قاعدتان أساسيتان :
القاعدة الأولى : ألا يعبد إلا الله.
القاعدة الثانية : ألا يعبد الله إلا بما شرع لا بالأهواء والبدع.
ليس من حقنا أن نشرع في الدين ما لم يأذن به الله ، فلا يجوز للناس أن تخترع أشياء تتعبد لله بها من دون أن يشرعها الله ، الله شرع الأضحية ابتداء من يوم النحر ويومان أو ثلاثة أيام بعده حسب الخلاف بين العلماء في ذلك ، إنما قبل هذا اليوم لم يشرع هذا العمل ، إنما إذا أراد أن يعملها وليمة ويوسع على الناس دون تعبد فلا حرج في ذلك ، إنما إذا كان يعملها قربة وعبادة فلا يجوز ذلك ، فهي إن كانت عادة فلا حرج فيها وإن كانت عبادة فلا يجوز ذلك.
مشاهد من دبي (الإمارات) :
أود الذهاب إلى الحج وأريد أن أقيم يوما في جدة قبل الذهاب إلى مكة فهل الإحرام يكون من الميقات أم من جدة وإذا أحرمت من جدة هل يلزم كفارة؟
القرضاوي :
عرضنا لهذا في مسألة الإحرام ، ولكن هل الذهاب بالطائرة أم بالسيارة؟ هناك رأيا يقول أن ركاب الطائرات يحرمون إذا نزلوا من الطائرات وهذا أشبه بما قاله المالكية بأن ركاب السفن يحرمون إذا نزلوا من السفينة ، من جاء من مصر أو من شمال أفريقيا أو من السودان وركب البحر قالوا أن من حقه ألا يحرم إلا إذا وصل إلى جدة ، فإذا كان هذا بالنسبة لركاب البحر فركاب الجو أحوج إلى هذه الرخصة من ركاب البحر والشيخ عبد الله بن زيد المحمود أيضا كتب رسالة في هذا ، في ركاب الطائرات بأنهم يجوز لهم أن يحرموا إذا نزلوا وأنا أرى أن هذا خصوصا من نزل في جدة وله حاجة في جدة إن كان له أقارب أو له حاجة يريد أن يشتريها وبعد ذلك ينوي الحج أو ينوي العمرة ، في هذه الحالة يحرم من جدة ولا يلزمه أي شيء ولكني أرى بالنسبة لمن يحج أول مرة ، من يحج حجة الإسلام حجة الفريضة أرى أنه يحتاط لهذه الحجة فيحاول في هذه الحجة أن يكون على جميع المذاهب ما استطاع إلى ذلك سبيلا إذا لم يكن في ذلك حرج ولا مشقة فإن الله ما جعل في هذا الدين من حرج إنما لو كان يذهب لأول مرة فلا مانع أنه يحرم من الطائرة ولو كان في ذلك بعض المشقة الخفيفة عليه حتى يكون مقبولا على جميع المذاهب ويكون مطمئنا إلى حجته إن شاء الله.
مشاهد من خور فكان (الإمارات) :
علي دين وأنوي أن أضحي في العيد كما أن هناك عقيقة فأيهما أولى العقيقة أم الأضحية؟ وجزاكم الله خيرا.
القرضاوي :
الدين بالنسبة للحج لا يجوز للإنسان أن يحج قبل أن يسدد الدين على أساس أن الحج يتكلف تكاليفا كثيرة فيمكن أن يسدد دينه بهذه التكاليف ، أما بالنسبة للأضحية فهي شيء قليل وإن كان مطمئنا إلى قدرته وملائته واستطاعته أن يسدد الدين فلا حرج عليها أن يضحي وعليه هذا الدين الخفيف المقدور على سداده ، بالنسبة للعقيقة فهي أولى أن يفدي عن ولده أو يتمم عن ولده ، وبعض العلماء أجاز أن ينوي العقيقة وينوي معها الأضحية وتدخل هذه في تلك.
مشاهدة من سوريا :
لدي سؤالين متعلقين بالحج :
السؤال الأول : بسبب موعد الطائرة من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة فلم نستطع تأدية صلاة الظهر والعصر في منى (أقصد اليوم الثامن يوم التروية) فما الحكم ، وهل علينا ذنب؟
السؤال الثاني : بسبب موعد الطائرة أيضا إلى دمشق فلم نستطع أن نرمي جمرة العقبة الثالثة وهذا في اليوم الأخير من أيام التشريق وذلك لأننا سوف نسافر اليوم الثالث من أيام العيد صباحا ولا توجد فرصة لرمي الجمرة الثالثة ، فهل علينا ذنب؟
القرضاوي :
تستطيعون أن توكلوا بعض الناس عنكم عند اللزوم ، ولكن المفروض الحقيقة أن الطائرات لا تتحرك بالحجاج قبل اليوم الثالث من العيد فأنتم تستطيعون أن ترموا ولو بعد الفجر ثم تسافرون.
أما بالنسبة للمبيت في منى فهي سنة ولو أن الإنسان ذهب إلى عرفة اليوم التاسع مباشرة لأجزأه ذلك. المبيت سنة وصلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر فيها من المستحبات وليست من أركان الحج ولا واجباته ولو أن المسلم ذهب يوم التاسع إلى عرفة مباشرة لأجزاه ذلك وتقبل الله منه.
____________ ذأذيعت هذه الحلقة على قناة الجزيرة في أكتوبر 2004 م</td></tr><tr><td></td></tr></table></td></tr></table> |
| |
|