:فاصل2:
بارك الله فيكم اخوتي الكرام ,بلغني الله واياكم هذه الليلة العظيمة
وتقبل منا الصيام والقيام وكل اعمالنا الصالحات
وعن ليلة القدر ايضا,اليكم هذا الموضوع
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
احبتي في الله..
ها قد بلغنا آخر المحطات، وآن أوان الجد والاجتهاد، إننا في مرحلة
{وَسَارِعُواْ} [سورة آل عمران: 133] و{سَابِقُوا} [سورة الحديد: 21] فأخرج
كل ما بوسعك من جهد فالغنيمة عظيمة، والثمرة تستحق بذل الغالي والنفيس للحصول
عليها، الثمرة هذه المرة (ليلة القدر) {وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ
الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ
الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4)
سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [سورة القدر: 2-5].
اجتهد أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قبل موته اجتهادًا شديدًا، فقيل له: "لو
أمسكت أو رفقت بنفسك بعض الرفق؟"، فقال: "إنَّ الخيل إذا أُرسلت فقاربت رأس
مجراها أخرجت جميع ما عندها".
فجدَّ واجتهد، فقد كان رسول الله إذا دخل العشر شد مئزره،
وأحيا ليله، وأيقظ أهله [متفق عليه]، وكانت أمنا عائشة تقول: "كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيره" [رواه مسلم]،
فإياك أن تكون من المحرومين...
قال النبي «إن هذا الشهر قد حضركم، و فيه ليلة خير من
ألف شهر، من حرمها فقد حرم الخير كله، و لا يحرم خيرها إلا محروم» *[الراوي:
سعيد المحدث: الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 2247- خلاصة
الدرجة: حسن].
وكيف لا يُحرم الخير كله؟ وهي أعظم ليالي الدهر، ليلة مباركة العمل فيها
يضاعف أكثر من العمل في ألف شهر، ليلة تضيق فيها الأرض من كثرة الملائكة،
ليلة الشرف من تحرَّاها صارت له المنزلة عند الله، ليلة يباهي الله فيها
الملائكة بعباده الصالحين، و فيها يقدر الله تعالى لملائكته جميع ما ينبغي أن
يجري على أيديهم من تدبير بني آدم ومحياهم ومماتهم إلى ليلة القدر من السنة
القابلة، وهي ليلة سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءا ولا يحدث فيها
أذى، وهي سبب للسلامة والنجاة من المهالك يوم القيامة،
فقد قال «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» [متفق
عليه].
إخوتي في الله...
وقد أمرنا رسول الله بتحريها في أوتار العشر الأواخر من
رمضان، وكان سلفنا الصالح يحتاطون فيتلمسون ليلة القدر في جميع ليال العشر.
والصحيح في علامتها، أنْ تشرق الشمس يومها لا شعاع لها،
فقد قال «ليلة القدر ليلة سمحة، طلقة، لا حارة و لا باردة، تصبح الشمس
صبيحتها ضعيفة حمراء» [الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: الألباني - المصدر:
صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 5475- خلاصة الدرجة: صحيح].
وكان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان وفي العام الذي قبض
فيه اعتكف عشرين يوماً طلبًا لهذه المنحة الربانية
العظيمة، فالمقصود من الاعتكاف: تحري ليلة القدر، و الخلوة بالله عز وجل،
والانقطاع عن الناس ما أمكن حتى يتم الأنس بالله عز وجل وذكره، وإصلاح القلب،
فإذا كان بإمكانك الاعتكاف فلا تدعه فإنَّه سنة مؤكدة عن رسول الله
وإن لم يكن بإمكانك فلا أقل من المكث طيلة الليل في المسجد للصلاة
والذكر والدعاء، فعساك توفق لليلة القدر فتجدك الملائكة مقيمًا على طاعة في
بيت من بيوت الله، وهذا –لا ريب – أدعى للرحمة.
نصائح العشر:
(1)لا نوم في ليالي العشر:
فقد كان النبي يحيي ليالي العشر وهذا بالتهجد فيها
والصلاة.
(2)أعن الأهل على العمل الصالح:
ففي حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي لما قام بهم ليلة
ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين ذكر أنه دعا أهله ونساءه ليلة سبع وعشرين خاصة،
وهذا يدل على انه يتأكد إيقاظهم في أكد الأوتار التي ترجى فيها ليلة القدر
:ضت: