ماذا تعرف عن غزة؟ قطاع غزة: قطاع غزة هو حزام ضيق من الأرض الواقعة على طول شاطئ البحر الأبيض المتوسط في فلسطين المحتلة. يبلغ عدد سكان القطاع، الذي يمتد على طول 40 كيلو مترا وعرض 10 كيلومترات فقط، أكثر من مليون ونصف نسمة. وتم تحديد شكل القطاع من خلال خط اتفاقية الهدنة الذي تم وضعه إثر إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 وفي أعقاب الحرب التي دارت بين الجيوش العربية وإسرائيل في ذلك العام. وقد أدارت مصر القطاع خلال السنوات الـ 19 التي تلت قيام دولة إسرائيل، إلا أن الأخيرة عادت واحتلته خلال حرب حزيران/يونيو من عام 1967 وبقي تحت السلطة الإسرائيلية منذ ذلك الحين. في عام 2005، انسحب الجيش الإسرائيلي من غزة، كما قامت إسرائيل بإجلاء آلاف المستوطنين اليهود من القطاع، وقد مثَّلت تلك الخطوة بالنسبة لإسرائيل نهاية احتلالها لغزة. إلا أن تلك الخطوة لم تحظ بقبول المجتمع الدولي، طالما أن إسرائيل ما زالت تتحكم بالمعابر البرية بين أراضيها والقطاع، ناهيك عن تحكمها بمياهه الإقليمية ومجاله الجوي. أما مصر، فتشرف من جانبها على الحدود الجنوبية للقطاع. مدينة غــزة: مدينة غزة هي أكبر ثاني مدينة فلسطينية بعد القدس، تقع شمال قطاع غزة، في الجنوب الغربي لفلسطين على شاطئ البحر الأبيض المتوسط على مساحة تقدر ب 45 كم²، ويقدر عدد سكان مدنية غزة بـ 400.000 نسمة ، حتى عام 2006. تولت السلطة الفلسطينية إدارة المدينة تطبيقا لاتفاق اوسلو سنة 1993 بعد ان كانت تتخذها قوات الجيش الإسرائيلي مقرا لها أثناء احتلال قطاع غزة ما بين 1967 و1994. الوصول إلى مدينة غزة: بواسطة الجو: مطار غزة الدولي، 40 كم جنوب المدينة لكنه مدمر إلى حد كبير حالياً على يد الجيش الإسرائيلي ومعطل عن العمل. مطار بن غوريون تل أبيب 75 كم شمال المدينة، وبطبيعة الحال لا يمكن استخدامه من قبل المواطنين الفلسطينيين. بواسطة البر: المعبر الشمالي " معبر بيت حانون"، المعبر الجنوبي " معبر رفح" علي الحدود مع مصر. بواسطة التاكسي: كانت هناك خطوط منتظمة بواسطة تاكسيات جماعية بين غزة ومدن أخرى مثل رام الله والقدس والخليل، ولكن هذه الخطوط لا تعمل منذ عدة سنوات بفعل سياسات الحصار الإسرائيلية. أحياء مدينة غزة حي الشجاعية: من أكبر أحياء مدينة غزة، وينقسم إلى قسمين الشجاعية الجنوبية (التركمان) والشجاعية الشمالية (الجديدة) يسكنه أكثر من 100 ألف نسمة، ويعمل معظم سكانه بصناعات خفيفة مثل الخياطة والزراعة وغيرها كما أنه يمتاز بأنه منطقة تجارية فيها كل الأشكال التجارية والورش، به مقبرتان القديمة، ومقبرة الشهداء، وبه أكبر منطقة صناعية في غزة، وبه معبر المنطار التجاري. حي الكرامة. حي التفاح: تعود هذه التسمية لكثرة أشجار التفاح التي كانت تنتشر في هذا الحي، ومن أشهر عائلات حي التفاح واكبرها آال الريفى". حي الصحابة. حي الرمال: وهو حي راق وينقسم إلي الرمال الشمالي والجنوبي. من أشهر عائلاته عائلة كحيل والصايغ والريس وابو سيدو. حي النصر: أعلن الحاج راغب العلمى نائب رئيس البلدية عام 1959 بأنه يتبرع بثلاثين ألف جنيه لإقامة مستشفى ومسجد ومدرسة في هذه المنطقة أو الحى الجديد الذى أطلق عليه وقتها "مدينة نصر لأبناء الشهداء " وخصص لإسكان أسر الشهداء . حي الزيتون. حارة الدرج: و كان يسمى سابقاً "حي بني عامر" نسبة لقبيلة بني عامر العربية التي سكنته مع بداية الفتح الاسلامي ثم حي "البرجلية " نسبة للمحاربين المدافعين عن أبراج المدينة في العصر المملوكي . حي الصبرة. حي الشيخ رضوان. تل الهوا. مخيمات مدينة غزة معظم سكان غزة هم من عائلات نازحة إمَّا فرت أو طُردت من أراضيها التي قامت عليها لاحقا دولة إسرائيل عام 1948. ويعيش غالبية الغزاويين في ثمانية مخيمات للاجئين تقدم فيها الأمم المتحدة لهم الخدمات الصحية والتعليم والخدمات الإنسانية الأخرى. نشأ بعض تلك المخيمات على تخوم المدن، فأصبح جزءا منها، بينما استطاعت مخيمات أخرى، مثل مخيمي النصيرات والبريج، أن تشكلا كتلا سكانية قائمة بذاتها. ويتوزع سكان مخيمات قطاع غزة، حسب إحصائيات الأمم المتحدة، على الشكل التالي: مخيم جباليا: 106.691 نسمة مخيم رفح: 95.187 نسمة مخيم الشاطئ: 78.768 نسمة مخيم خان يونس: 63.219 نسمة مخيم النصيرات: 57.120 نسمة مخيم البريج: 28.770 نسمة مخيم المغازي: 22.266 نسمة مخيم دير البلح: 19.534 نسمة
تَدلّ المصادر التاريخية على قدم أستيطان الأنسان في مدينة غزة على مدار أكثر من 3000 عام، كانت أول مرة ذكر فيها في مخطوطة للفرعون تحتمس الثالث (القرن 15 ق.م)، وكذلك ورد اسمها في الواح تل العمارنة. بعد 300 سنة من الاحتلال الفرعوني للمدينة نزلت قبيلة من الفلسطيننين وسكنت المدينة والمنطقة المجاورة لها، عام 635 م دخل المسلمون العرب المدينة وأصبحت مركزا اسلاميا مهما وخاصة انها مشهورة بوحود قبر الجد الثاني للنبي محمد هاشم بن عبد مناف فيها ولذلك أحيانا تسمى غزة هاشم. وكانت المدينة مسقط رأس الشافعي (767-820) الذي هو أحد الائمة الاربعة عن المسلمين السنة. سيطر الاوروبييون على المدينة في فترة الحملات الصليبية، لكنها رجعت تحت حكم المسلمين بعد ان انتصر صلاح الدين الأيوبي عليهم في معركة حطين عام 1187. دخلت تحت حكم الخلافة العثمانية الإسلامية في القرن السادس عشر وبقيت تحت حكمهم حتى سنة 1917 عندما استولت عليها القوات البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى بعد ثلاثة معارك ضارية راح ضحيتها الآلاف من كلا الجانبين . يذكر أنه في الحرب العالمية الأولى عندما صمد لواء واحد من الجيش العثماني مؤلف من أقل من ثلاثة آلف جندي فلسطيني في وجه فرقتين بريطانيتين أمام غزة وكبدهما خسائر فادحة وأرغمهماعلى التقهقر حتى العريش عام 1917 م ، أصدر أحمد جمال باشا القائد التركي الذي اشتهر بخصومته للعرب، بيانا رسميا أشاد فيه بالشجاعة الفذة التي أبداها أولئك الجنود الفلسطينيون في غزة أمام أضعاف أضعافهم من جنود العداء، وأنها بسالة خارقة تذكر بالشجاعة التي أبداها آباؤهم من قبل عندما حموا هذه البقاع المقدسة بقيادة صلاح الدين الأيوبي. صورة قديمة لمدينة غزة 1918لكن بعدها أصبحت غزة جزءا من فلسطين في فترة الاحتلال البريطاني وتم اضافتها إلى الدولة الفلسطينية عندما أصدرت الامم المتحدة قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين عربية ويهودية عام 1947، ولكن قامت مصر بدخول المدينة عام 1948. في فبراير عام 1949 وقعت كل من مصر واسرائيل هدنة تقضي باحتفاظ مصر بالمدينة ولذلك كانت مأوى لكثير من اللاجئين الفلسطينيين عند خروجهم من ديارهم. في فترة الحملة الثلاثية على مصر سنة 1956 قامت إسرائيل باحتلال المدينة والسيطرة على شبه جزيرة سيناء المصرية، لكن الضغط العالمي على إسرائيل اضطرها للانسحاب منها. تم اعادة احتلالها في حرب الستة ايام (5 يونيو 1967 - 10 يونيو 1970). بقيت المدينة تحت الاحتلال الإسرائيلي حتى عام 1994 بعد الاتفاق بين السلطة الوطنية الفلسطينية واسرائيل. غزة وسط المدينة جانب من وسط المدينةتعتبر مدينة غزة ثاني أكبر المدن الفلسطينية بعد القدس والمقر المؤقت للسلطة الوطنية الفلسطينية. بعد سنوات طويلة من الاحتلال الإسرائيلي حرمت فيها مدينة غزة من هويتها التاريخية ، بدأت المدينة تستعيد ماضيها المجيد ، فلقد أثبتت الأبحاث التاريخية والكتابات القديمة بأن غزة تعد من أقدم مدن العالم . ونظراً لموقعها الجغرافي الفريد بين آسيا وأفريقيا ، وبين الصحراء جنوباً و البحر المتوسط شمالاً ، فإن مدينة غزة كانت وما زالت تعتبر أرضاً خصبة ومكاناً ينشده المسافرون براً و بحراً . كانت غزة دائماً مكاناً تجارياً غنياً ، و ذلك كان سبباً كافياً لتعاقب احتلال المدينة من قبل جيوش كثيرة على مر التاريخ . و بعد سنوات طوال من الاحتلال الإسرائيلي للمدينة ، يمضي الغزيون قدماً نحو بناء مدينتهم العريقة . ولقد تم في الآونة الأخيرة تحقيق الكثير من الإنجازات ، ويستطيع الزائر للمدينة أن يستمتع بشاطئها الجميل وبحسن ضيافة أهلها . وكما هو طائر العنقاء " شعار مدينة غزة " ، فإن المدينة قد ولدت من جديد من بين الرماد وبدأت مرحلةً جديدةً من حياتها . بعد فوز حركة حماس بعدد كبير من مقاعد البرلمان الفلسطيني في الانتخابات اندلعت العديد من المناوشات المتفرقة بين عناصر من حركتي فتح وحماس ووصل الأمر ذروته في منتصف يونيو (حزيران) من عام 2007 حين قامت حركة حماس ( بالحسم )والسيطرة على قطاع غزة والمؤسسات الأمنية والحكومية فيه. وفي نهاية عام 2007وبداية عام 2008 حاصرت القوات الإسرائيلية قطاع غزة ، وقطعت عنها الكهرباء والوقود ، وحرمت المرضى من الأدوية ، ومنعت الدول العربية المجاورة من إدخال الوقود إلى القطاع، وما زال الحصار مفروضا على القطاع حتى الآن ، وقد استشهد كثير من الفلسطينيين من جراء الاشتباكات والتوغلات الإسرائيلية في القطاع ، لا سيما حين قصفت مخيم جباليا شمالي قطاع غزة بالصواريخ وتوغلت فيه. وقد نزح كثير من الفلسطينيين إلى معبر رفح آملين أن يدخلوا إلى الأراضي المصرية ليبحثوا عن السلام ، لكن الإدارة المصرية سمحت للنازحين من الدخول إلى الأراضي المصرية ، وقد كسر النازحون معبر رفح في شهر مارس ودخلوا إلى الأراضي المصرية وما زالوا يعانون من آثار الحصار الظالم إلى الآن في ظل الصمت العربي والعالمي.