بسم الله الرحمن الرحيم
نتكلم اليوم
عن حبيب الله ورسوله
قالوا عنه
لأعطين هذه الراية غدا رجلا بفتح الله عليه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله
رسول الله عليه الصلاة والسلام
أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى? غير أنه لا نبي بعدي
رسول الله عليه الصلاة والسلام
من كنت مولاه فعلي مولاه
رسول الله عليه الصلاة والسلام
لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولم يدركه الآخرون. كان رسول الله. صلى الله عليه وسلم يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له
الحسن بن علي
صليت مع علي بن أبي طالب عليه السلام صلاة الفجر فلما سلم انفتل عن يمينه ثم مكث كان عليه كابة حتى إذا كانت الشمس على حائط المسجد قيد رمح قال وقلب يده: لقد رأيت أصحاب رسول الله. صلى الله عليه وسلم فما أرى اليوم شيئا يشبههم لقد كانوا يصبحون شعثا صفرا غبرا بين أعينهم أمثال وكب المعزى قد باتوا لله سجدا وقياما يتلون كتاب الله يراوحون بين جباههم وأقدامهم فإذا اصبحوا فذكروا الله مادوا كما تميد الشجرة في يوم الريح وهملت أعينهم حتى تبل ثيابهم والله لكان القوم باتوا غافلين . ثم نهض فما رئي مفترا يضحك حتى ضربه ابن ملجم
أبي اراكة
من اقواله
ليس الخير أن يكثر مالك وولدك ولكن الخير أن يكثر عملك ويعظم حلمك ولا خير في الدنيا إلا لأحد رجلين رجل أذنب ذنوبا فهو يتدارك ذك بتوبة أو رجل يسارع في الخيرات ولا يقل عمل في تقوى وكيف يقل ما يتقبل.
إن أخوف ما أخاف اتباع الهوى وطول الأمل فأما اتباع الهوى فيصد عن الحق وأما طول الأمل فينسي الآخرة إلا وان الدنيا قد ترحلت مدبرة ألا وإن الآخرة قد ترحلت مقبلة ولكل واحدة منهما بنون فكونوا من أبناء الآخرة ولا تكونوا من أبناء الدنيا فان اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل.
إن الفقيه الذي لا يقنط الناس من رحمة الله ولا يؤمنهم من عذاب الله ولا يرخص لهم في معاصي الله ولا يدع القرآن رغبة عنه إلى غيره ولا خير في عبادة لا علم فيها ولا خير في علم لا فهم فيه ولا خير في قراءة لا تدبر فيها
لا يرجون عبد إلا ربه ولا يخافن إلا ذنبه ولا يستحي إذا لم يعلم أن يتعلم ولا يستحيي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا اعلم واعلموا أن الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ولا خير في جسد لا رأس له
الناس ثلاثة عالم رباني ومتعلم على سبيل نجاة وهمج رعاع اتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق
فهو الخليفه
على بن أبى طالب رضى الله عنه
أمه فاطمة بنت أسد، جده -- أبو طالب (عبد مناف).أبوه
عبد المطلب بن هاشم .وعن مولده رضى الله عنه ؛ فقد فجأ المخاض أمه فاطمة بنت أسد وهى تطوف بالكعبة ، فخارت قواها ، وتوارت خلغ أستار الكعبة، فوضعت وليدها عليّا ً فى أشرف بقعة وأقدس مكان وفى ذلك يقول الشاعر:
ولدته فى حرم الإله وأمنه والبيت حيث فناؤه والمسجد
بيضاء طاهرة الثياب كريمة ً طابت وطاب وليدها المولد
ونشأ على فى بيت خيرخلق الله صلى الله عليه وسلم ، يستن بسنته فى عاداته وعباداته ، ويحاكيه فى طباعه كلها مااستطاع إلى ذلك سبيلا ،وكان صلوات الله عليه يوليه عناية فائقة ؛ فيجلسه معه ويعظه ، ويصحبه فى كثير من المواطن التى يذهب إليها ، وقد أعانت خديجة بنت خويلد رضى الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فى تربيته رضى الله عنه ، وكأنها كانت تكافئ أمه فاطمة بنت أسد على إحسانها إلى زوجها الحبيب صلى الله عليه وسلم وهو صغير،وقد أحبته حب الإبن لولدها وظل على رضى الله عنه يذكر لها حنانها وعطفها وإيثارها حتى لقى ربه عز وجل ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يغمره بحبه ، يحبه لأنه نصره على عشيرته الأقربين حين قال له وقد خذله القوم فى دعوته وهم ببيته : "أنا نصيرك يارسول الله" . فضحك القوم منه وأستهزءوا به وقالوا : يكفيك هذا الغلام .ولاأدل على ذلك نصرته فى ليلة هجرته ليلة بات فى حجرته متسجيا بغطائه ؛ليوهم قريشا بوجوده صلى الله عليه وسلم فى بيته فلا يتيعه أحد.
ولما شب على الطوق زوجه أحب بناته إليه فاطمة الزهراء رضى الله عنها وأرضاها فكان زواجه خير هدية يقدمها إليه ، تقديرا له وتعبيرا عن حبه إياه ، فكان هو رضى الله عنه الصاحب بالجنب ، الذى لم يتخل عنه ساعة من نهار،كان يلازمه ملازمة الظل لظله ، فكان رضى الله عنه قمرا ًيستمد نوره الشمس النبوية الساطعة ،ينير للناس عند إحتجابهم عنه .
كيف لا وقد أوتى من العلم والفقه فى الدين ما تبوأ به خير مكانة تبوأها غيره فى زمانه ؛ حتى قال محبوه" النبى صلى الله عليه وسلم كعبة العلم وعلى بابها "، كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه أول من أسلم من الأحداث، وصدَّق برسول الله صلى الله عليه وسلم. شهد كثيراً من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى فيها بلاءً حسنًا. كان رضي الله عنه شجاعاً، شديدالبأس، حجة في الفقه، قدوة في الورع، شديد الشكيمة في الحق، جمع إلى جانب مهارته في القضاء والفتوى: العلم بكتاب الله، والفهم لمعانيه ومقاصده، فكان من أعلم الصحابةرضي الله عنهم بأسباب نزول القرآن، ومعرفة تأويله؛ يشهد لهذا ما رُوي عن ابن عباس رضي الله عنه أنه قال: (ما أخذتُ من تفسير القرآن، فعن علي بن أبي طالب). فإذا كان هذا شأن ابن عباس رضي الله عنه، وهو ترجمان القرآن، فكيف -والحال كذلك- بمن أخذ عنه . شهد علي رضي الله عنه جميع الغزوات معرسول الله صلى الله عليه وسلم، ما عدا غزوة تبوك؛ إذ استخلفه الرسول صلى الله عليه وسلم على أهله. وكان يحمل اللواء في أكثرها، ويتقدم للمبارزة. وقتل فيها عدداً من مشاهير أبطال العرب واليهود. وتجلّت شجاعته في معركة بدر والخندقوخيبر وفي "الصحيحين" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر: "لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله". وقال صلى الله عليه وسلم: "من كنت مولاه فعلي مولاه" (أخرجه أحمد).
دعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، بقوله: "اللهم ثبت لسانه واهدِ قلبه" (رواه الإمام أحمد وابن ماجه)، فكان رضي الله عنه -بفضل هذه الدعوة- من الموفَّقين والمسدَّدين، حتى ضُرب به المثل، فقيل: (قضيةٌ ولا أبا حسنٍ لها). ولا عجب في ذلك، فقد رعته عين النبوة، وترعرع في ربوعها، وتغذى من لبانها، و لما إنتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم،بايع أبا بكر الصديق رضي الله عنه، فكان أحد وزرائه ومستشاريه. ثم بايع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وجعله عمر على القضاء، وكان أحد مستشاريه. كما كان أحد الستّةأصحاب الشورى الذين أوصى عمر بأن يكون الخليفة منهم.
لما قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه، بويع علي بالخلافة سنة 35هـ، واتخذ الكوفة عاصمة له ،وقد تولى على رضى الله عنه الخلافة على قوم لم يعينوه عليها ، ولم يقدموا بين يديه ما يحمله على الرضا بها ، وحب الحياة من أجلها ، بل من أجل أن تكون خلافة راشدة فى مظهرها وجوهرها .
لقد كان يقف حائرا بين فئتين جائرتين فى حكمهما على الخليفة والخلافة ، طائفة تريد الخلافة مُلكا له عرش كعرش الملوك ، والأخرى تريد خلافة قائمة خاصة بهم قد أملتها عليهم شياطينهم بإسم الدين : الأولى أتباع معاوية ، وهم أهل الشام ، والثانية الخوارج فى العراق ، وكلاهما عقبة فى طريق الخلافة الراشدة ، التى كانت إمتدادا لعهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد أبى بكر وعمر. الأولى شغلت بدنياها عن آخرتها ، والثانية خسرتهما معا بإسم الدين !!ذلك أنهم كانوابالأمس أتباعه وجنده فصاروا بعد ذلك من ألد أعدائه ، وخصومه، هؤلاء الذين ينشرون الرعب والفزع فى أفئدة الآمنين ، فقد عقدوا العزم على حرب على بحجة أنه قبل التحكيم بينه وبين معاوية ، مع أنهم نصحوه بذلك فى بادئ الأمر حيث كان التحكيم خدعة ؛ فوقعت الواقعة واشتد الأمرعلى أهل العراق وسائر البلاد التى بايع أهلها عليا رضى الله عنه ، وتفرقت الجيوش التى كانت تتقاتل حيث كانت كفة على هى الراجحة - (موقعة صفين بين على رضى الله عنه ، ومعاوية إبن أبى سفيان) - و عادت الأمور إلى أسوأ ما كانت عليه.
قام الخوارج بترويع الآمنين فقد قابل بعض منهم عبد الله بن خباب بن الأرث وزوجته فى طريق سفره وسأله عن رأيه فى الإمام على فقال خيرا فيه فاقتادوه وزجته وبينما هم ماضون تقدموا من عبد الله بن خباب فذبحوه ، ثم إلتفتوا بوحشية صوب زوجته ، فصاحت من الفزع :" إنى حُبلى فأتقوا الله فئَّ"، فذبحوها وبقروا بطنها .لم يكد مقتل عبد الله بن خباب يبلغ مسمع الإمام حتى إلتقى معهم فى معركة فاصلة، أباد فيها جمعهم ،وشتت شملهم ، وطوح رءوس قادتهم وزعمائهم فى معركة النهروان .
إجتمع ثلاثة من الخوارج على قتل أئمة الضلال فى زعمهم، وهم على ومعاوية وعمروبن العاص فتعاهدوا على ذلك على أن يقوم عبد الرجمن إبن عمرو المعروف بإبن ملجم بقتل على وعمروإبن نكر بقتل عمرو بن العاص ،والبرك إبن عبدالله التميمى بقتل معاوية ،وقد قتل إبن ملجم عليا رضى الله عنه ،أما عمرو بن العاص فقد نجا هو ومعاوية .
ولا يسعنا إلا ننشر ما كتبه الأستاذ الكبيرعباس محمود العقاد فى عبقرية الإمام عندما نتكلم عن إستشهاده : أى ختام أشبه بهذا الشهيد المنصف من هذا الختام..لقد ولد فى الكعبة ، وضُرب فى المسجد ، فأيه بداية ونهاية أشبه بالحياة التى بينهما من تلك البداية وتلك النهاية !
فعلىُّ هوالشهيد الحى فى ضمير كل حى،كان إماما للمؤمنين،حتى إذا قيل الإمام فهوعلى و فيهم من هو ذو شأن عظيم فى الإسلام ؛ كأبى بكر وعمر.