في معترك الحياة نقابل مواقف شتي ونمر بامور عديدة .. احياناً نحسب ان الامر الفلاني كان أفضل لنا من غيره ، وأن غيره كان افضل لنا من سابقه .. ونظل علي هذا الحال ونحن نعتقد أن الامور تمشي هكذا أحياناً بدون ضابط يضبطها أو معيار يحددها
وقد يعول بعضناً احياناً سير الأمور حسب قدراته أو مدي إستطاعته علي القيام بالأعمال المختلفة دون إرجاع الامور لمراجعها الطبيعية من توفيق الله له وتقديره لهذه الأمور والأعمال بكل نتائجها
ولقد سألت اختنا الفاضلة (المجاهدة) في تعليقها علي التدوينة الاخير (هكذا علمنا رسول الله ) عن معني الحديث (واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وأن ما اخطئك لم يكن ليصيبك) .... والحقيقة أن هذا الجزء من الحديث لهو منهج اصيل ومعتقد راسخ في ركن اساسي من اركان الإيمان وهو الإيمان بالقدر خيره وشره
وقد روي في الحديث
لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه .
وهي وصية نفيسة جداً مفادها أن أن ما يصيب الإنسان في هذه الدنيا من خير أو شر فهو بتقدير الله تعالى، وأن ما قضاه الله سبحانه على العبد فهو نافذ وواقع به لا محالة لا يستطيع أحد رده ولا دفعه، ولا يمكن أن يصيب غيره فيخطئه، بل يصيبه هو لأنَّ الله هو الذي قدَّر أن يقع به لا بغيره.
وهذا التوجيه النبوي العظيم إنما يرسخ في قلوبنا مغزي الإيمان بالقدر وكيف أن كل شيء في هذا الدنيا إنما مخلوق بتقدير من الخالق عز وجل فهو القائل
إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ
ولقد ورد التوجيه النبوي المتعلق بترسيخ معني الإيمان بالقدر في أكثر من حديث ولا سيما ان اشهرها كان حديث جبريل المشهور والذي جاء ليسأل النبي عن الإسلام والإيمان والإحسان .. وكانت إجابة النبي عندما سأله جبريل عن الإيمان أن قال : أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و تؤمن بالقدر خيره و شره
وقد قال رسول الله في حديث آخر
المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز و إن أصابك شيء فلا تقل : لو أني فعلت كان كذا و كذا و لكن قل : قدر الله و ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان
وهي إشارة أن يكل المؤمن منا كل أمره إلي الله وإلي مشيئته فهو وحده القادر علي كل شيء وهو وحده المتحكم في مقاليد الأمور ولا أحد يمكنه منع ضر أو منح خير
وقد روي عن بعض الصحابة مثل أبي بن كعب وزيد بن ثابت وحذيفة وابن مسعود قولهم :
لو أن الله عذب أهل سماواته و أهل أرضه لعذبهم و هو غير ظالم لهم و لو رحمهم لكانت رحمته لهم خير من أعمالهم و لو أنفقت مثل أحد ذهبا في سبيل الله ما قبله الله منك حتى تؤمن بالقدر فتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك و ما أخطأك لم يكن ليصيبك و لو مت على غير هذا لدخلت النار .
لذا ... فإن من فقد غالي أو لم ينل ما كان يريد أو يعتقده خيراً له فلا يحزن .. ومن جاءه الخير علي غير ما كان يحسب فلا يبالغ في الفرح .. فالخير والشر مقدور عليه ومحسوب .. وكل الأمور لها مقاييس وترتيب عند رب العالمين فهو القائل
والله الذي لا إله غيره .. لو رسخت في قلوبنا هذه المعاني الطيبة لارتحنا كثيراً ولأدركنا أن كل ما نستطيع فعله هو الاخذ بالاسباب مع تعلق القلب بخالق الاسباب وهو تمام التوكل علي الله وأن نكل التقدير له لان ما أصابنا من الخير او الشر أو الطاعة أو المعصية او غير ذلك لم يكن ليخطئنا ليصيب غيرنا فهو مقدر علينا .. وما اخطئنا من شر أو مصيبة او حادثة أو حتي خير لم يكن ليصيبنا لأن الله لم يقدره علنينا ، فلقد قدر الله وما شاء فعل
جزاكى ربى كل الخير امى نعم كل شىء مقدر لنا ومكتوب ونرجو رحمة ربنا سبحانه وتعالى لاننا لو فعلنا جميع شىء فى ابتغاء مرضات الله ومحيت خطايانا وعبدنا الله ما عطيناه شىء مقابل نعمه ولن نعبده حق عبادته اللهم ارحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين