المغاربة يحتجون تلبية لنداء الأقصى
استجابة لنداء الأقصى وأولى القبلتين.. وتلبية لدعوة فعاليات المؤتمرات
الثلاث بالمغرب (المؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر القومي العربي والمؤتمر
العام للأحزاب العربية) ومجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين،
خرج المئات من المغاربة والعديد من الفعاليات السياسية والحقوقية والحركية
والمدنية للوقوف بساحة البريد، يوم أمس الأربعاء 17-03-2010 على الساعة
الخامسة مساء، احتجاجا على التطاول الصهيوني في أرض الإسراء والمعراج
ودعما للمقدسيين الذين يدافعون عن الأقصى المبارك.
رفع الحاضرون خلال هذه الوقفة شعارات التضامن "للقدس رايحين ... شهداء
بالملايين" و"بالروح بالدم نفديك يا أقصى" ولافتات الشجب "لا لا ثم لا ..
للتطبيع والهرولة" و"زيرو الأنظمة العربية.. زيرو الحكومة المغربية" و"هذا
عيب هذا عار.. باعوا الأقصى بالدولار"، وهي الشعارات التي تفاعل معها
المحتجون ليؤكدوا على أن القدس خط أحمر لا يمكن تجاوزه مطلقا.
وتميزت الوقفة المركزية بحضور العديد من القيادات الحزبية والإسلامية
والحقوقية يتقدمهم الأساتذة: "محمد حمداوي" منسق الساحة المغربية للمؤتمر
القومي الإسلامي بالمغرب، و"عبد الصمد فتحي" منسق الهيئة المغربية لنصرة
قضايا الأمة، و"عبد الواحد المتوكل" الأمين العام للدائرة السياسية لجماعة
العدل والإحسان، و"عبد الكربم العلمي" عضو مجلس إرشاد الجماعة، و"مصطفى
الريق" عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية، و"خالد السفياني منسق مجموعة
العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين، والنقيب والحقوقي "عبد الرحمن
بنعمرو"، و"محمد الحمداوي" رئيس حركة التوحيد والإصلاح، و"سعد الدين
العثماني" رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، و"عبد الله بها" عضو
الأمانة العامة للحزب، و"خديجة الرياضي" رئيسة الجمعية المغربية لحقوق
الإنسان، وعبد الإله بن عبد السلام ومحمد أمين عضوا مكتب الجمعية...
وغيرهم من الفعاليات والقيادات.
"لبيك يا أقصى... لبيك يا أقصى" بهذا النداء استفتح خالد السفياني منسق
مجموعة العمل الوطنية لمساندة العراق وفلسطين الوقفة المركزية، موضحا أن
"وقفتنا جاءت استجابة من الشعب المغربي لنداء القدس وتجديد العهد على ألا
تفريط في القدس. وأعطى الكلمة للهيآت التي حضرت الوقفة. إذ اعتبر النقيب
والحقوقي الأستاذ عبد الرحمن بنعمرو أن "القضية الفلسطينية هي القضية
الوحيدة التي توحد المجتمع المغربي بكل توجهاته، بل المجتمع الإسلامي من
تقدميين وإسلاميين وقوميين، بل توحد الأحرار في كل مكان من العالم" معتبرا
أن "الكيان الصهيوني أداة لخدمة الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الولايات
المتحدة الأمريكية".
من جهته شكر محمد حمداوي، منسق الساحة المغربية للمؤتمر القومي الإسلامي
وعضو مجلس إرشاد العدل والإحسان، كل "الحاضرين من جميع المكونات على هذا
الحضور المميز، والذي يوضح بشكل جلي أن كل المغاربة ضد التطبيع مع الكيان
الصهيوني وأن القدس أمانة في عنق كل مسلم وأن كل الإدعاءات والخرافات
وتنبؤات الصهاينة ليس لها أصل في التاريخ البشري"، وشدد على أن "المسجد
الأقصى ثاني المساجد بناء بعد الكعبة بأربعين عاما كما جاء في الحديث
الشريف، فالمسجد الأقصى بني من أول يوم مسجدا ولم يكن قط هيكلا أو غيره"،
كما حيى الصامدين في المسجد الأقصى على صبرهم وثباتهم.
وبدورها عبرت خديجة الرياضي، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عن
تضامنها مع "الشعب الفلسطيني ضد الأمبريالية العالمية وأن حقوق الشعوب في
تقرير مصيرها وحريتها جزء لا يتجزأ من حقوق الإنسان" كما أدانت التطبيع
والحكومة المغربية وجددت "العزم على النضال". أما كلمة سعد الدين
العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، فقد أكدت على أن
"الوقت ليس وقت شعارات وكلام، بل علينا العمل بكل الوسائل المتاحة لنصرة
إخواننا، وللوقوف ضد التهويد والتطبيع"، وحيا "المرابطين والواقفين ضد
العدوان المرابطين العزل الذين لا يجدون إلا أجسادهم لصد العدوان المستمر"
واقترح "الاستمرار في الوقفات لأن الشعوب قادرة على تغيير ميزان القوى".
كما حث الحاضرين هيئات ومنظمات على القيام بحملة شاملة ضد أي عمل تطبيعي
لقطع جذور التطبيع من بلادنا.
أما سيون أسيدون، عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، فقال في
كلمته أن "وقفتنا اليوم ضد الذين يريدون فك العزلة عن إسرائيل في المغرب
ودماء الذين قتلوا في فلسطين وشاركوا في تحرير الأراضي العربية في
أعناقنا"، مؤكدا "لن ننسى التاريخ ولن ننسى الدماء التي سالت من أجل
التحرير في مصر وفلسطين وسوريا".
وبعد الهجمة الشرسة التي تعرض لها في الوقفة السابقة التي تم منعها بدون
أي مبرر قانوني، حضر الأستاذ عبد الصمد فتحي وكانت كلمته، التي ألقاها
باسم جماعة العدل والإحسان، حماسية شدد فيها على "حساسية وخطورة هذه
المرحلة من تاريخ الأمة الإسلامية والتي يتم فيها الإجهاز على تاريخها
ومقدساتها"، كما حيا "حراس المسجد الأقصى من الأطفال والنساء والشيوخ
المرابطين بصدور عارية لحماية الأقصى والمقدسات"، وأوضح أن "الكيان
الصهيوني يعيش أزمة ويحتمي بالأنظمة العربية لفك عزلته ويزداد قوة بسكوت
الأنظمة وانبطاحها". وجدد القول بأن "الخيار الوحيد هو خيار المقاومة لأن
القوات الإسرائيلية تكافئ كل يوم المهرولين للحوار بالمزيد من المستوطنات
والمزيد من التدمير للمقدسات"، وأكد على أن "شعار المغرب أولا لا ينسينا
امتدادنا التاريخي والديني في أرض فلسطين المباركة".
وبدوره شدد محمد الهلالي في كلمته باسم حركة التوحيد والإصلاح على أن
"الخراب خراب.. سواء كان كنيسا على أراضينا المقدسة في فلسطين أو تطبيعا
في مراكش والصويرة" ودعا إلى "تفعيل التضامن والدعم المعنوي والمادي
والإعلامي والسياسي نصرة لإخواننا في أرض الإسراء والمعراج". كما وصلت
رسالة من "حركة المغاربة الديمقراطيين بالخارج" بعنوان "تمخض مجلس الجالية
المغربية بالخارج وولد تطبيعا" تستنكر فيها نشاط التطبيع في الصويرة، بعد
أن كانت قد دعيت للحضور فيه تحت غطاء علمي يدور حول هجرات اليهود في
المغرب العربي واستدعت له "إسرائيليين من قلب الكيان الصهيوني".
وقد اختتمت الوقفة
بقراءة الفاتحة دعما للمقاومين المجاهدين في أرض الإسراء والمعراج دفاعا
عن قبلتنا الأولى وقدسنا المقدسة، وجدد الجميع العهد على أن يبقوا متيقظين
ضدا محاولات اختراق الصهاينة لأرض المغرب الحرة، وملبين النداء لاستغاثة
الأقصى وكل فلسطين.