السؤال
أنا فتاة متعلِّمة متدينة على قدر من الجمال، مشكلتي أنني -لا
إرادياً- أشك بالناس وأكذبهم، وهذا انعكس بشكل خاص على خطيبي الذي أحببته حباً
جماً، وتركني لهذا السبب، ولم تفد دموعي ولا حبي له، قال إن حبه لي مات بشكي به،
وتكذيبي له.. لا أدري ماذا أفعل وأنا حالياً أمر بظرف صعب، وأصبحت أكذب دون مبرر
لأستدرج عطف الناس ومحبتهم وبالأخص لعودة خطيبي الذي كان قمة بالحنان معي.. أرشدوني
ماذا أفعل؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء
والمرسلين. وبعد:
أختي السائلة، يبدو لي أنك قد تعرضتِ إلى موقف أو صدمة نفسية
من أحد أقاربك أو ممن تحبين، كأن وثقتِ بأحد وظهر على عكس ما كنت تتوقعين، وبهذا
ولّد لديك ردة فعل عكسية اتجاه السلوك الاجتماعي ممن حولك.
وعليك أن تبدئي من
حيث وجدت خطئك، وهو تكذيبك للآخرين والشك فيهم، حاولي أن تعيدي رسم منهجك وسلوكك مع
المجتمع، أعطيهم ثقتك ولا تلتفتي إلى وساوس الشيطان، فهو يريد أن يحزن المؤمن، ولا
تكون الثقة المفرطة العمياء، فلا إفراط ولا تفريط.
جاهدي نفسك ومرنيها لكي تثقي
بالكل ما لم تظهر لك قرائن تؤكد العكس.
حاولي أن تبيني له أنك قد غيرت أسلوبك
ومنهجك مع الناس كلهم وهو خاصة، وأنك ندمتِ، وأنها هفوة لن تعيديها.
هو لن يصدقك
ما لم يكن سلوكك قد تصحح مع الكل وليس معه هو فقط، ربما من كلامك يستطيع أن يعرف
مدى صدقك.
أنت تحاولين أن تهربي من تكذيب الآخرين فوقعت به، وهذا خطأ وقعت فيه
حتى لا تفقدي ثقة الناس بك، حاولي وحاولي وستجدين صعوبة في بادئ الأمر، ثم يهون
عليك بإذن الله تفاءلي وكلك أمل في النجاح.
وفقك الله لما
يحب.