النباتات كعامل مطهر للهواء عندما يتحدث الناس عن الحفاظ على البيئة، يعتقد معظمهم أن البيئة تعني المحيط الخارجي فقط؛ أي الطبيعة والمساحات المفتوحة. لكن الحقيقة أن البيئة تشمل أيضا البيئة المباشرة المحيطة بنا والتي يجب أن تكون جودتها نوعية. والمقصود بالمحيط المباشر المنزل، أو المكتب أو غرفة الصف أو الحيز الداخلي المغلق داخل المباني. وتكتسب هذه المسألة أهميتها بشكل خاص بالنسبة للمسنين أو الأولاد الذين يعانون من مشاكل في التنفس.
ومن أهم مبادئ المنظور البيئي الشمولي، أن جميع الأماكن متشابهة ومتساوية بيئيا، بمعنى أنه لا فرق بين داخل المباني وخارجها. ويقول مبدأ آخر بضرورة الحذر من أعداء البيئة الداخليين؛ أي كما أن هناك تلوثا في الهواء الخارجي، فهناك أيضا تلوث داخلي في منازلنا؛ وبالتالي يجب أن نحافظ على البيئة الداخلية الخاصة، تماما كما يجب علينا أن نحافظ على البيئة الخارجية.
وفي الواقع، لا يدرك العديد من الناس أن تلوث الهواء داخل المنزل قد يشكل خطرا على حياتنا بما لا يقل عن الهواء الملوث في الخارج. إذ إن سلسلة طويلة من الكيماويات السامة الموجودة في أجزاء الأثاث الرخو، والسجاد، والدهانات، والمعدات المختلفة والحواسيب، قد تضر بصحتنا.
ولمواجهة مشكلة تلوث الهواء الداخلي يمكننا الاستعانة بالعديد من النباتات البسيطة والمتوافرة والتي بإمكانها تطهير الهواء في محيط إقامتنا الداخلية. وتمتص هذه النباتات الأبخرة السامة، وفي المقابل، تطلق الأكسجين إلى هواء الغرفة. وقد تطهر النبتة الواحدة بداخل المنزل أو المكتب مقدار 10 كوب من الهواء.
ويمكننا وضع النباتات في غرف الأولاد، علما بأن كمية ثاني أكسيد الكربون التي تنبعث منها أثناء الليل هامشية ولا تشكل أي خطر. ومع ذلك، يحبذ ترك فتحة صغيرة للتهوية.
نورد فيما يلي بعض الأمثلة عن النباتات المعروفة بتأثيرها المعقم للهواء.
اللبلاب المتسلقإذا كان هناك حيز لنبتتين أو ثلاث من اللبلاب المتسلق؛ فالأمر محبذ جدا. ويحتاج اللبلاب المتسلق إلى الضوء والرطوبة، ولكنه يعيش أيضا بوجود قليل من الضوء الخافت، كما أنه لا يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء. وقد أوصت به وكالة الفضاء الأميركية، ناسا، بعد أن أثبتت تجاربها بأنه يطهر الهواء من سلسلة طويلة من المواد السامة، كما أنه يحسن مستوى الأكسجين في جميع أنحاء المنزل.
الزنبقلا يقتصر جمال الزنبق على أزهاره البيضاء؛ بل إنه يمتص المواد الثانوية الناتجة من تنفس الإنسان، كما أنه يمتص بخار البِنْزِن والفورمَلْدهيد الذي يعد مادة مسرطنة ويتواجد أحيانا في المواد المنتشرة في البيئة الداخلية. وهو مناسب، بشكل خاص، لغرف النوم والمطبخ، بسبب قدرته على تحسين جذري في جودة الهواء، وبخاصة في الغرف المضغوطة التي تفتقر إلى التهوية. وهو حساس جدا لنقص الماء ويحب الضوء، إلا أنه يستطيع العيش أيضا مع الضوء الضعيف.
الأقحوانقد يوجد في الحقول المفتوحة في محيط منازلنا، ويمكننا زراعته في الحديقة. وهو يمتلك أيضا قدرة على معالجة تلوث الهواء من خلال امتصاصه للسموم. وهو مفيد بشكل خاص لامتصاص غاز الأمونيا المتواجد في مواد التنظيف المنزلية
منقووول للفااائدة