حظيت سيناء باحتفاء خاص من القرآن الكريم.ولسيناء مواقع مهمة لها جذور فى التاريخ الإسلامى ، ومنها أنها الطريق الذى ارتبط بخروج موسى عليه السلام، فقد ولد موسى عليه السلام بمصر فى وقت ضاق فيه المصريون بالعبريين، فقرر فرعون مصر قتل كل ولد يولد لهم حتى لا يزداد نسلهم فيهددون الدولة وأمنها، واستطاعت أمه أن تخفيه عن العيون ثلاثة أشهر كاملة .
ومن الثابت تاريخيا أن موسى عليه السلام ولد بأرض الشرقية وألقى فى اليم ، وتعاقبت الأحداث بين موسى عليه السلام وفرعون فأوحى الله إلى موسى أن يخرج بمن معه من مصر إلى فلسطين عبر سيناء، ومن الثابت أيضا أن رحلة خروج موسى من مصر حدثت فى عهد الملك رمسيس الثانى (سنة 1292-1325 )ق.م
وخرج موسى عليه السلام إلى الشاطىء الآخر على أرض سيناء ليشرف بنفسه على خروج قومه ، وبدأ خروجه هو وقومه من بلدة (قنطير)التى تقع بالقرب من فاقوس (الشرقية )ثم إلى سقط التى تعرف الآن( بالصالحية) حتى وصل إلى القنطرة شرق وبعد فترة قضاها بنو إسرائيل فى أرض سيناء أوحى الله إلى موسى عليه السلام أن يخرج من سيناء إلى الأرض المقدسة فى بلاد الشام فجبنت نفوسهم وقالوا إن فيها قوما جبارين ففارقهم موسى عليه السلام وانطلق مع (يوشع بن نون ) فى سيناء ينشد وجه ربه، وينقطع لعبادته وأمضى موسى عليه السلام شيخوخته يعبد ربه قريبا من نهر الأردن دون أن يعبره إلى الأرض المقدسة (فلسطين) ، وظل فى هذا المكان حتى مات ودفن فيه
ويعد طريق المحمل أحد الطرق الرئيسية للحج إلى الأراضى المقدسة فى الحجاز إلى جانب الطريق الآخر من البحر الأحمر إلى جدة
وقد استخدم هذا الطريق للحج منذ سافرت شجرة الدر عام 1248 مع قافلة الحجاج إلى مكة عن طريق سيناء ، وهذا الطريق يبدأ من العجرود جنوب غرب السويس على مسافة 20 كيلومترا من النواطيرالثلاثة ، فالطوة ثم جنادل حسن فنخل عاصمة سيناء القديمة فبئر فريص فالعقبة التى كان يصعد المسافر إليها حتى يصل إلى قمتها ثم يهبط ويصعد عدة مرات حتى يقطعها فى ست ساعات ،ليصل إلى بلدة العقبة ، ومن العقبة يتجه الحاج إلى الجنوب نحو الأراضى المقدسة .
ولم تكن مراسم المحمل متبعة حتى عام 1266 عندما بدأ الملك الظاهر بيبرس إرسال محمل يصحب الحجاج عبر ذلك الطريق التاريخى
وتوجد فى سيناء قلعة صلاح الدين الأيوبى وتقع فى جزيرة فرعون فى خليج العقبة ، وبنيت لتكون نقطة حصينة لحماية الطرق البرية والبحرية بين مصر والشام والحجاز وقاعدة بحرية متقدمة لتأمين خليج العقبة والبحر الأحمر من أى غزوة بحرية صليبية ، وتتميز بأنها محاطة بالمياه من كل جانب وقريبة من مصادر المياه الصالحة للشرب ويسهل إمدادها بالذخائر والمؤن وكشفها للطرق على أرض سيناء
والقلعة عبارة عن تحصينات شمالية وجنوبية كل منها عبارة عن قلعة مستقلة تستطيع أن تستقل بمفردها إذا ما حوصرت إحداهما ، أما السهل الأوسط فقد أقيمت فيه المخازن والغرف والمسجد ، وقد استمرت القلعة فى أداء دورها فى العصرين المملوكى والتركى من حماية الطرق التجارية والسيطرة على البحر الأحمر ، وقد بدأ صلاح الدين الأيوبى فى بناء هذه القلعة بعد انتصاره على الصليبيين وطردهم من جزيرة "ايله"عام 1170 هجرية كما قامت أيضا بدور حماية خليج العقبة وبلاد الحجاز من الوقوع تحت سيطرة الجيوش المعادية
وعبر شمال سيناء جاءت العائلة المقدسة من بيت لحم هربا من الحاكم الرومانى "هيرودوس"
ولم يتفق المؤرخون على الفترة التى قضتها العائلة المقدسة فى مصر ، فالبعض يقول إنها مكثت قرابة عام ويقال إن الأماكن التى مرت بها العائلة المقدسة فى طريقها لمصر هى :
"العريش- الواحة- تل بسطا -بلبيس- سمنود- سخا-أديرة وادى النطرون-البهنسا- جبل الطير-الأشمونين- ديروط- القوصية- دير المحرق "