كلمات عن الحبفي مكانٍ ما ..
في أرجاء هذه الدنيا..
كتب أحدهم تعليقاً مـا .. فرددت عليه بقولي له !
.
.
قال :
الحب العفيف نوعان
الحب في الله ..
هذا ما بين افراد الجنس الواحد كالأخوه ما بين رجلين في الله و الأخوه ما بين فتاتين في الله
و الحب الناتج عن الزواج و حسن العشرة ..
فلا حب قبل عقد القران … و من اراد الحلال … وفقه الله للسعاده
و ما خلافهما فهو لعب بالمشاعر و استغلال للعواطف
فقلتُ :
ومن ذا الذي حدد الحب بهذين النوعين الاثنين ..
والنوعين فقط ؟!!
[ الحب ]
أكبر وأشمل وأوسع من أن يحد بكلمات أو جُمل ،
[ الحب ]
أكبر وأشمل وأوسع من أن يحد بنوعين أو ثلاثة ،
[ الحب ]
أكبر وأشمل وأوسع من تحديده بتعاريف محدودة ،
الحب أسمى وأعلا وأرقى وأنقى من أن يكون محصوراً في [ قبلة ] أو [ ضمة ] ،
وأطهر بمراتٍ من أن يكون منوطاً بـ[ ما تحت الحزام ] !!
هو شعور رائع يشعر به الإنسان في نبضات قلبه المشتاقة ؛
وفي انقباضات مهجته الحالمة ،
شعور بالميلان والسكون والاستقرار والهدوء والطمأنينة في حضرة [ المحبوب ] ..
كثيرون شوهوا صورة الحب الطاهر ،
فصرنا نراه بشعاً دنساً مشيناً نتيجة إرهاصات من استخدم الحب تبريراً لأعماله ،
بينما قد يدفن المحب الصادق حبه لمحبوبه سنيناً في قلبه ،
ويراه أمامه ولم يتعرض له بأذى ..!!
قد تحب امرأة رجلاً ؛
قد يحب الرجل امرأةً ؛
فلا يتيسّر اجتماعهما حلالاً ،
فيبقى حبهما نقياً طاهراً عذرياً لم يشبه دغل ،
لا يلزم أن يحدثها ويضاحكها ولا يلزمها أن تحدثه و تضاحكه ،
هو ميلان قلبي أودعـه الله في النفوس ،
وهناك .. من هو مسيء لاستخدامه ومن هو محسن حافظ !!
وأما نفي حقيقته قبل النكاح فهذا تجنٍ على ذلك الحس الرقيق ؛
و قد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - :
[ ولم يُرَ للمتحابين مثل النكاح ! ]
وفي هذا دلالة أن هناك حباً قبل النكاح لا ضير فيه ولا إشكال ،
وإنما الإشكال في تطبيقات تنشـأ ،
فمنهم من يحفظ محبوبه في قلبه كما يحفظ الجوهـرة الفاتنة ،
ومنهم من يعبث به لعمى في قلبه !!
وتشويه ذلك المعنى الراقي للحب بتصرفاتٍ رعناء لبعض السفلة ،
فيه من التجني والظلم وبخس الحق ..
.
.
لست أتحدث هنا عن التعرّف بامرأة ثم الهيام بمحبتها ؛
فمجرد التعرف على المرأة بحد ذاته محرّم ،
لكن النساء حولك في كل مكانٍ ،
[ ألا يمكن أن تدخل قلبك إحداهنّ .. دون مقدمات ؟!! ]
قد تحبها ..
وتدفع عنها السوء ..
وتصون لها عرضها وشرفها ..
وتستميت في الدفاع عنها وأقربائها ..
وهي أصلاً لا تعرف عنك ذلك ؛
ولربما قدمت الخدمات من وراء المحيطات لا لشيء ،
إلا أنك أحببتها بعفّـة وأنت تعلم في قرارة نفسك أنه لا يمكنك الوصول إليها ،
وربما حتى لو أردت ذلك فلن تستطيعه ولن تقدره ..!!
أتقولون :
[ هذا نادر .. هذا أندر من النادر .. هذا قليل ]
لا يمكنك الحكم على الحب هكذا ،
لأنه مدفون في القلوب وفي تجاويفها ولا يُكتشف إلا مصادفةً ،
وهذا دليل آخر على مدى طهارته !!
لا يشترط بمن أحببتها أن تتزوجها ،
ومن قال بأن نهاية كل حبٍ مصيرها علاقة أجساد .. إما حـلال وإما حـرام ،
[ الحب ] عناق أرواح قبل أي شيء ..
ومن يريد أن يضيق مفهوم الحب في نفسه ويجعله محدوداً فليفعل ذلك بحريّة ،
لكن لا يقيّدنّ هذا المصطلح بما يريد ،
وقد قلتُ أنه أكبر من أن يُعرّف ويوصف بناء على تصرفاتٍ ولو عَمت حالياً ..
عموماً .. [ حب ]
كلمة حرفها الأول يخرج من قعر الروح إمعاناً في التغلغل ،
وحرفها الأخير مطبق على الفمِ إشارةً إلى الخفاء والسرّية وكونه من المكنونات !!
رجائي ..
دعوا الحب للمحبين ،
ولا تقيّدوه بخطابات مبالغة ،
ولا تشوهوه بحشر تصرفاتٍ رعناء !!
و
[ .. دام الحب يرفرف في القلوب .. ]
ولكن ومع هذا يبقى حب الله اطهر وانقى هو الحب الحقيقي