الإنسان منذ فجر التاريخ و هو يبحث عن المواد المخدرة ليخفف بها آلامه ، فاستخدم مستخلصات بعض النباتات ذات الخواص المنشودة . و قد سجلت كتابات المؤرخين أن الإنسان منذ العصر الحجري توصل إلى اكتشاف و استخدام الخشخاش أو الأفيون . و الواقع أنه لا توجد أمة من الأمم لم تساهم بمقدار في هذا المجال. فأهالي هاواي و جزر المحيط الهادي مثلاً يستعملون ( الكاوا كاوا ) و المكسيكيون يستعملون ( المسكال ) و اليمنيون يستعملون ( القات ) و أهالي البيرو و الأرجواي يستعملون ( الكوكا - الكوكايين ) و ( الماريجوانا ) و ( الهيروين ) و العاقير الاصطناعية مثل ( إل . أس . دي ) و الديميرول و الدولوفين و غيرها . و السموم البيضاء من عقاقير الفرفشة و الهلوسة مثل ( إل . أس . دي ) و المسكال و الكوكايين لا تعتبر مشكلة خطيرة في البلاد العربية حالياً ، أما المشكلة الحقيقية فهي تعاطي الحشيش في معظم تلك البلاد و القات في اليمن بشكل خاص .
المخدرات و عقاقير الهلوسة
كيف تحدث المخدرات تأثيرها ؟
عقاقير الفرفشة أو الهلوسة أو المخدرات توسيع الدماغ . تصنف في مجموعة حسب تركيبها الكيميائي الطبيعي ( مثل الحشيش و الأفيون ) أو الاصطناعية مثل ( إل . أس . دي ) ذات الأثر القوي على الدماغ . فدماغ الإنسان ( أو المخ ) يتكون من آلاف الملايين من الخلايا العصبية . و هذه الخلايا العصبية تشبه في شكلها الأصابع و لكنها دقيقة جداً لا ترى إلا تحت المجهر . و هي تنقل النبضات العصبية على هيئة تيار كهربائي من جزء معين من المخ إلى جزء آخر . و يتم الاتصال بين هذه الخلايا عبر فجوات أو ممسات عن طريق جزيئات كيميائية تعرف باسم المرسلات العصبية . و عندما تثبت هذه المواد الكيميائية عبر الممسات تحمل معها رسالتها العصبية فترسل إشارة من جديد إلى الخلية المجاورة .. و هكذا تنتقل الإشارات . و تمكن العلماء حتى الآن من اكتشاف أكثر من عشرين مادة كيميائية مختلفة من هذه المرسلات العصبية ، و لكل منها تركيب فريد يمكن تشبيههه بمفاتيح مختلفة كل " مفتاح " له مكان خاص أشبه " بالقفل " يستقبل عليه ، و لا يصلح له غير كمركز استقبال . و لقد تضاربت آراء المهتمين بكيفية تأثير هذه العقاقير على الدماغ . و يحاول كل منهم أن يدعم رأيه بالبرهان و التجربة . فيقول البعض أن هذه العقاقير توقف مرور التيارات العصبية عبر خلايا الدماغ بتأثيرها المباشر على واحد أو أكثر من المرسلات العصبية . مما يجعل الإنسان يشعر بحالة اللاوعي و عدم الادراك بما يدور من حوله . و تقول نظرية أخرى أن عقاقير الهلوسة أو الفرفشة تؤثر بشكل مباشر على مادة " السيروتونين " الموجودة في الدماغ و الضرورية للحفاظ على اتزانه . فتتحد معها و تحولها إلى مركب جديد هو المؤثر المباشر على درجة اتزان الدماغ و هذه التفسيرات و إن اختلفت فهي تتفق على أن تأثير بعض عقاقير الهلوسة أو الفرفشة ( مثل الحشيش و الماريوانا و إل . أس . دي. ) عادة ما يكون مؤقتاً و يزول بزوالها ، كما يعتقد العلماء أن كمية المرسلات العصبية الموجودة في الدماغ و بقية أجزاء الجسم لها علاقة وثيقة بسلوك الأفراد ، فحينما يفرز الدماغ " أو الجهاز العصبي ككل " أكثر من اللازم أو أقل من اللازم من هذه المواد الكيميائية تبدء المشكلات السلوكية في الظهور . فالاكتئاب الشديد مثلاً يمكن أن يعزى إلى هبوط غير عادي في مستوى مرسلات عصبية معينة اسمها " أحادية الأمنيات " و هذا الهبوط قد تعزى أسبابه إلى زيادة نشاط خميرة " مونو أمين أوكسيداز " التي تسبب تحلله و تدميره . و المخدرات و العقاقير المهلوسة قد تتداخل بطريقة أو أخرى في تفاصيل هذه العملية . بحيث في النهاية تحاكي عمل المرسلات العصبية و تلتصق بالخلايا العصبية مزيلة بذلك حالات الاكتئاب . و نود أن نؤكد أن مثل هذه العقاقير تتفاوت في درجة تأثيرها بين الأفراد ، حيث تختلف من شخص لآخر حسب بنيته الجسمية و الشخصية و مكوناتها و الرغبات الكامنة . و الجدير بالذكر أنه كثيراً ما يترتب على التداخل في علم الدماغ بواسطة هذه العقاقير نزول و هبوط في حاسة الجوع و الجنس و العطش عند الإنسان . و هي حالات مؤقتة تزول بعد فترة معينة تتفاوت حسب طبيعة المادة المخدرة و طبيعة الأشخاص . و يعتقد بعض الناس أن استخدام عقاقير الهلوسة تعطيه دفعة قوية ابداعية في أي عمل يقوم به . فالرسام يعتقد أن خطوط ريشته أصبحت معبرة و جميلة .. و المغني يعتقد أن صوته أصبح أجمل .. و الكاتب صار يكتب عبارات من الذهب .. فلها فعل تخيلي و سحري في عقول الناس .. متناسين جميعهم أنها لذات مؤقتة سوف تجلب إليهم التعاسة و الشقاء بالأجل القريب ..
ظاهرة الإدمان
هناك خلط شائع و ارتباك بين عامة الناس على مفهوم الإدمان . لذا يلزم لنا التنويه عن هذه الظاهرة . فالإدمان معناه التعود على الشيء مع صعوبة التخلص منه . و هذا التعريف لا ينطبق على كافة المخدرات و عقاقير الهلوسة و الفرفشة ، لذلك رأت هيئة الصحة العالمية في عام 1964م استبدال لفظ الادمان بلفظين آخرين أكثر دقة في المعنى و اللفظ ، فاستخدمت لفظي الاعتماد الفسيولوجي ( أو الصحي ) و الاعتماد السيكولوجي ( أو النفسي ) . الأول يستخدم للدلالة عن أن كيمياء الجسم حدث بها تغيرات معينة بسبب استمرارية تعاطي المادة المخدرة ، بحيث يتطلب الأمر معه زيادة كمية المخدر دوماً للحصول على نفس التأثير ، و الانقطاع عن تعاطي المخدر دفعة واحدة أو على دفعات ينجم عنه حدوث نكسة صحية و آلاماً مبرحة قد تؤدي في النهاية إلى الموت ، و من أمثلة ذلك الأفيون و مستحضراته ، و الكوكايين ، و الهيرويين ، و الكحول ، و أقراص الباريتيورات المنومة . أما الاعتماد السيكولوجي فيدل على شعور الإنسان بالحاجة التي العقاقير المخدرة لأسباب نفسية بحتة ، و التوقف عنها لا يسبب عادة نكسات صحية عضوية .. مثل عادة التدخين ، و تناول القهوة ، و الشاي ، و الحشيش ، و الماريوانا ، و أقراص الأمفيتامين المنبهة .. و لذلك لا يمكن أن نصف هذه الحالات جميعها ، من الوجهة العلمية بصفة الإدمان . و يمكن أن نفسر ظاهرة الاعتماد الفسيولوجي و هي من أخطر نتائج تعاطي المخدرات على الفرد و المجتمع . بأنها ترجع لأسباب دخول هذه السموم في كيمياء الجسم فتحدث تغييرات ملحوظة بها . ثم ما تلبث بالتدرج أن تتجاوب مع أنسجة الجسم و خلاياه . و بعدها يقل التجاوب لأن أنسجة الجسم تأخذ في اعتبار المادة المخدرة احدى مكونات الدم الطبيعية و بذلك تقل الاستجابة إلى مفعولها مما يظطر " المدمن " إلى الاكثار من كميتها للحصول على التأثيرات المطلوبة ، و هكذا تصبح المادة المخدرة بالنسبة إلى المدمن كالماء و الهواء للجسم السليم . فإن لم يستطع المدمن لسبب ما الاستمرار في تعاطيها ، تظهر بعض الأمراض التي تسمى بالأعراض الانسجابية ، و التي تتفاوت في شدتها و طبيعتها من شخص لآخر ، فمثلاً التوقف عن تعاطي المورفين تبدأ على شكل قلق عنيف و تدميع العيون ، و يظهر المريض و كأنه أصيب برشح حاد ، ثم يتغير بؤبؤ العين ، و يصاحب كل ذلك ألم في الظهر و تقلص شديد في العضلات مع ارتفاع في ضغط الدم و حرارة الجسم ..
انواع المخدرات
المخدرات أنواع عديدة وهنا نقسّمها باختصار إلى قسمين وهما :
أولاً : المواد المخدّرة حسب طبيعتها. ثانياً : المواد المخدّرة حسب تأثيرها على الجهاز العصبي. -------------------------
أولاً : المواد المخدّرة حسب طبيعتها :
أ- مخدرات طبيعية ، والتي هي من أصل نباتي ، وهي :
1- الحشيش. 2- الأفيون. 3- الكوكا. 4- القات.
ب- مخدّرات نصف تصنيعية والتي من أصل نباتي وعولجت كيمائياً ، وهي : 1- الهيروين. 2- الكوكائين.
ج- مخدّرات تصنيعية والتي تنتج من تفاعلات كيميائية :
1- السكونال. 2- الكبتاجون.
ثانياً : المواد المخدّرة حسب تأثيرها على الجهاز العصبي ، وهي :
1- مواد مخدّرة هي : الأفيون –الهيروين. 2- مهبطات ، وهي تنقسم إلى قسمين : أ- مهدئات والمادة هي فاليوم. ب- منومات وهي سيكونال. 3- المنشطات هي : بي . س . ي وال . أس . دي . 4- الحشيش : يعتبر من المهبطات ، إذا أُخذ بكمية قليلة. وتعتبر من المهلوسات إذا أُخذ بكمية كثيرة.
اخطار المخدرات
هلوسة سمعية وبصرية وحسية . الشعور الزائف بالاضطهاد . اضطرابات فى تقدير المكان والزمان . الحكم الخاطئ على الأشياء . الإحساس بالكآبة . زيادة التبلد والعزلة والتوتر العصبي والنفسي الزائد . ضعف التركيزوالذاكرة الذي يؤدى للرسوب والفشل الدراسي .
آثارالمخدرات على المخ
يسبب تعاطى المخدرات التهابا وتلفا لخلايا المخ بشكلقاطع فإذا علمنا أن بعض هذه السموم تتلف خلال جلسة واحدة ما يزيد عن مائة ألف خليةمن الدماغ لا تعوض مدى الحياة أدركنا أن فقدان الملايين من خلايا المخ عند المدمنتصيبه مع الزمن بفقدان الذاكرة والبلادة ... ومع السنين يصبح فعلا بدون عقل .
الأفيون : ويسبب لمتعاطيه ما يلى
- هبوط في التنفس - هبوطفي الدورة الدموية - تبلد حسي وتراخى وأرق - طفح جلدي التهابي - زيادة إفراز الدموع والعرق وإفرازات الأنف . - قيئ وغثيان وإسهالمع ارتفاع فى درجة الحرارة . - إدمان نفسي وجسدي. - الوفاة
المورفين : وهو من مشتقات الأفيون ويسبب لتعاطيه القيئ والغثيان وإفراز عرق غزير مع حكة فى الجلد ويسبب الإدمان الشديد .
الهيروين : من مشتقاتالمورفين وتعادل فعاليته ست مرات أقوى من المورفين ويسبب ما يأتى :-
هبوط وظائف المخ . ضعف القدرة على التركيز والانتباه . ضعف اللياقة البدنية والمهارة الحركية . ضعف الإبصارخللفى تقدير المكان والزمان – ضعف القلب والدورة الدموية .
عقاقير الهلوسة : وتسبب ما يلى
غثيان وقيئ وإسهالانخفاض ضغط الدم أو ارتفاعه . زيادة الانفعال والخوف والاضطرابات النفسيةفقدان التقدير للمكانوالزمان وانحطاط الشخصية . الشعور بالفزع والجبن واختلال الحكم على الأشياء .
الحشيش والماريجوانا : والتي تسبب.
اختلال أحجام وأشكالالمرئيات والمسافات . ضعف الانتباه والتركيز . هلوسة سمعية وبصرية " مثل رؤية أشباح وهمية " . انخفاض وظائف الكبدتشوه الأجنةأمراض القلب وسرطان الرئة
ضعف التركيز والذاكرة واختلالالإدراك . الكسل والخمول وضعف الشهيةسوء الهضمتليف الكبدضعف القدرة الجنسية عند الرجال
من قصص المدمنين
يبدو أنه عند أول وهلة من استخدام هذه العقاقير يشعر الإنسان بأن مشاكله قد حلت ، و لكن يعيش في أوهام و أحلام زائفة بينما يترك الحقيقة ضائعة ، و إذا استمعنا إلى شخص تناول واحداً من هذه العقاقير لوجدنا مدى عمق هوة الحلم الذي يتخبط فيه . يقول أحدهم : (( كنت أخرج من جسمي رويداً رويداً و أبتعد عنه ، و أخذت أنظر إلى نفسي من بعيد ، و انتفخت الجدران المحيطة بي ، و خرج منها شعاع ملون بألوان مختلفة تداخلت هذه الألوان في بعضها ، و رأيت الأصوات .. لكل صوت صورة و لكل نغم لون ، ثم خرجت عين ضخمة من الجدار فنظرتُ خلالها إلى نفسي .. و اقترب القطار فرأيت لوناً أزرق تزداد شدته كلما اقترب ، و تغير اللون فجأة إلى مجموعة ألوان غريبة تداخلت في بعضها بشكل باهر . و شعرت بالخوف و حاولت الهرب ثم رأيت نفسي تركض في الفضاء ، و أتحسس أطراف الغيوم . و سرى في جسمي خدر عجيب .. ثم شعرت بجفاف في فمي و ثقل في أطرافي ، و اعتراني رعب و هلع .. وجدت الناس حولي كانت تسيل كأنها مصنوعة من طين لين يتساقط عليها المطر الشديد فتتغير معالمها ببطء )) هذا أحد أقوال من تعاطى المخدرات و العياذ بالله و هناك قصة الطالب الذي قتل زميلته في بيتها ثم خرج راكضاً و هو يصرخ : (( لقد قتلتُ الوحش ، لقد مات التنين )) و أخذ يطلق النار على شبح وهمي . ثم ألقى بنفسه إلى النهر فراراً منه .. و قد أنقذ في آخر لحظة . و هناك قصة الفتاة الجامعية التي دخلت إحدى المستشفيات في ولاية كاليفورنيا بأمريكا و هي تصرخ : (( إنني أخرج من جلدي كالأفعي .. )) و قد جنّت هذه الفتاة نهائياً . و لقد ذكر رجل جرّب واحداً من عقاقير الهلوسة فقال : (( لقد مت و أكلتني الديدان ، ثم رأيت الأنبياء و تحدثت إلى الملائكة ، و يا لها من تجربة مخيفة ، لن أجربة مرة أخرى . أحمد الله تعالى الذي أعادني إلى هذا العالم سليم العقل )) . و هناك قصة السيدة التي ألقت بطفلها الرضيع على الأرض و هي تحت تأثير هذا العقار .. و لما سُئلت فيما بعد عن سبب تصرفها الغريب . أجابت بأنها ظنت أن طفلها أصبح قطة يمتص ثديها . ثم قصة الطالب الجامعي الذي صعد إلى برج جامعته و أخذ يطلق النار من بندقيته على زملائه فقتل و جرح عدداً كبيراً منهم . و بعد الانتهاء من فعلته الشنعاء لم يجد سبباً واحداً يبرر به ما أقدم عليه .. سوى رحلة قام بها في عالم الجنون . أعاذنا الله و إياكم
أسباب الإقدام على المخدرات و العقاقير المهلوسة
بعدما استعرضنا هذه القصص الحقيقية عن مساويء المخدرات و عقاقير الهلوسة ، قد يتساءل المرء : و بالرغم من هذا يلجأ الناس إلى هذا العقاقير .. لماذا ؟؟ إن الإقبال على تعاطي المخدرات هو سلوك منحرف يلجأ إليه الفرد تحت تأثير عوامل نفسية أو اجتماعية أو إقتصادية أو أي عامل خارجي له انعكاسات سلبية على شخصية الفرد و انفعالاته . و يقول الدكتور ( مانوكيات ) مدير مستشفى الأمراض العقلية أن أغلبية المدمنيين على المخدرات هم من أصحاب الشخصية المفككة و السلوك ( السيكوباتي ) - أي الذي يتصف بالميل العدواني و عدم نضوج العاطفة - . ووجود تلك الشخصية النفسية و العقلية المريضة أصبحت في تزايد مستمر . سواء ما يصاب منها بالانفصام و الاكتئاب . بالإضافة إلى توفير العقاقير المخدرة في الأسواق السودة ( السوداء ) غير المشروعة . مع عدم وجود وعي كافي بين الشباب و افتقار مناهجهم الدراسية على التنبيه و الإشارة إلى أخطار هذه المخدرات و العقاقير المهلوسة . و من الأسباب العلمية الطبية الوصفة الطبية . فقد يضطر الطبيب إلى معالجة المريض بأحد هذه العقاقير تسكيناً لالآمه . ثم يصبح المريض بعد ذلك بحاجة إلى هذا المخدر . و بعد ذلك يصبح المريض و خصوصاً ذو الشخصية المنحرفة أو النوع العصبي مدمناً على المخدرات . و هنا قد تكون الوصفة الطبية مفتاحاً إلى الإدمان إذا لم تكن ضرورية .. أما الأسباب الأخرى ، فترجع إلى اختلاط الشباب بالمدمنين و مصادقتهم و خصوصاً صغار السن و المراهقين و طلاب الجامعات . فربما كانت تجربتها من الفضول و حب الاستطلاع أو الموضة و تقوية الرغبة الجنسية عندهم . كذلك من الأسباب المهمة الفراغ الروحي و الإيماني حيث أصبحنا نعيش في مجتمع مادي بحت . حيث ترى الشباب قد أعرضوا عن ممارسة شعائر ديننا الحنيف . فأمام هذا الفراغ الروحي يفتش الشباب عن المخدرات .
العلاج من الادمان
عند الحديث عن علاج الإدمان ،لابد من إدراك أن هذا الأمر ليس سهلا، ويجب أن يتم تحت الإشراف الطبى المباشر ،وفى مكان صالح لذلك ،كالمصحات النموذجية والقرى الطبية المخصصة لعلاج الإدمان 000حيث يتم علاج كل مدمن بالطريقة المناسبة للعقار الذى أدمن عليه ، وبما يتناسب مع شخصيته وحجم إدمانه ومداه0
ربط العلاج بالتأهيل وإعادة الاندماج الاجتماعي
إن العلاج وحده قدرته محدودة على مساعدة المعتمدين على المخدرات فى الوصول لحالة تحرر من المخدرات وأن يعودوا لطريقة حياة مثمرة وأكثر إنجازا . والعلاج فى هذا الإطار ، هو خطوة مبكرة فى عملية أطول ، وينبغي ربط برامج العلاج منذ البداية بتلك التدابير الأوسع نطاقاً والتى تشكل تدابير تأهيلية مع غيرها من التدابير للمساعدة على استعادة الصحة . وإذا وضع هذا الاعتبار فى وضع السياسات ، فإن البرامج ستكون أكثر نجاحاً.
طرق بديلة للحياة
يكمن جانب من برامج التأهيل فى تعلم الخبرات النفسية السوية والأفضل والأكثر دواماً من خبرات تعاطي المخدرات . وأحد طرق تعلم الخبرات النفسية السوية يكون من خلال تعلم خبرات بديلة. وسيختلف هذا من شخص لآخر0000 فقد يتعلم البعض مهارات سلوكية جديدة ، أو ينهمكوا فى الرياضة والأنشطة التى تتم فى الخلاء ، وقد يجد آخرون متعة فى الموسيقى أو الفن . وقد يهتم بعض الشباب بتطوير وعى أكبر بالذات. ويهتم آخرون بتطوير وعي أكبر بالآخرين. وقد يبدي البعض اهتماماً كبيرا بالنواحى الدينية ودروس العلم... وكل ذلك يتم من خلال البرامج التأهيلية المعرفية. دور النهج السيكولوجية والسلوكية وغيرها أن الجوانب الطبية فى العلاج لا يجب أن تغنى عن النهج الأخرى التى يمكن أن تساعد المريض على تعديل إدراكه لذاته ، وإدراكه للآخرين ولسلوكه. فعلى سبيل المثال ، ينبغي النظر لإزالة التسمم، كمقدمة لهذه النهج الأخرى
الطرق الطبية للعلاج
إذا أفلتت فرصة الفرد من الوقاية فعلينا أن نتشبث بفرصة العلاج لتكون الحل الأخير., سواء للوصول إلى تخليص الفرد من تلك الأضرار الصحية المدمرة ، أم لإنقاذه من معاناة وآلام مرحلة الانسحاب على حد سواء . وعلاج الإدمان له مراحل متتالية ، لا يمكن تجزئته بالاكتفاء بمرحلة منه دون أخرى ، أو تطبيق بعضه دون بعض ، لأن ذلك مما يضر به ويضعف من نتائجه ، فلا يجوز مثلاً الاكتفاء بالمرحلة الأولى المتمثلة فى تخليص الجسم من السموم الإدمانية دون العلاج النفسي والاجتماعي ، لأنه حل مؤقت ولا يجوز الاكتفاء بهذا وذلك دون إعادة صياغة علاقة التائب من الإدمان بأسرته ومجتمعه ، ثم دون تتبع الحالة لمنع النكسات المحتملة التى تمثل خطراً شديداً على مصير العملية العلاجية ككل. وكما أن العلاج وحدة واحدة ، فإنه أيضاً عمل جماعي يبدأ من المدمن ذاته الذى يجب أن تتاح له الفرصة ليسهم إيجابياً فى إنجاحه ، ويصدق هذا القول حتى ولو كان العلاج بغير إرادته كأن يكون بحكم قضائي أو تحت ضغط الأسرة ، بل إن مشاركة الأسرة ذاتها ضرورة فى كل مراحل العلاج ، ويحتاج الأمر أيضاً إلى علاج مشاكل الأسرة سواء كانت هذه المشاكل مسببة للإدمان أو ناتجة عنه. ومن الضروري ألا يقتصر العلاج على كل ذلك ، بل يجب أن تتكامل التخصصات العلاجية وتتحدد وصولاً إلى النتيجة المطلوبة ، وهى الشفاء التام وليس الشفاء الجزئي أو المحدود ؛ ذلك أن الشفاء الحقيقي لا يكون مقصوراً فقط على علاج أعراض الانسحاب ثم ترك المدمن بعد ذلك لينتكس ، إنما يجب أن نصل معه إلى استرداد عافيته الأصلية من وجوهها الثلاثة ، الجسدية والنفسية والاجتماعية ، مع ضمان عودته الفعالة إلى المجتمع ووقايته من النكسات فى مدة لا تقل عن ستة أشهر فى الحالات الجديدة ،أو سنة أو سنتين فى الحالات التى سبق لها أن عانت من نكسات متكررة . وعلى العموم فإنه كلما ازداد عدد النكسات وزادت خطورة المادة الإدمانية يجب التشدد فى معايير الشفاء حتى فى الحالات التى يصحبها اضطراب جسيم فى الشخصية أو التى وقعت فى السلوك الإجرامي مهما كان محدداً ، وتبدأ مراحل العلاج بالمراحل الاتية:
1- مرحلة التخلص من السموم:
وهى مرحلة طبية فى الأساس ، ذلك أن جسد الإنسان فى الأحوال العادية إنما يتخلص تلقائياً من السموم؛ ولذلك فإن العلاج الذى يقدم للمتعاطي فى هذه المرحلة هو مساعدة هذا الجسد على القيام بدوره الطبيعي ، وأيضاً التخفيف من آلام الانسحاب مع تعويضه عن السوائل المفقودة ، ثم علاج الأعراض الناتجة والمضاعفة لمرحلة الانسحاب ، هذا، وقد تتداخل هذه المرحلة مع المرحلة التالية لها وهى العلاج النفسي والاجتماعي؛ ذلك أنه من المفيد البدء مبكرا بالعلاج النفسي الاجتماعي وفور تحسن الحالة الصحية للمتعاطي.
2- مرحلة العلاج النفسي والاجتماعي
إذا كان الإدمان ظاهرة اجتماعية ونفسية فى الأساس . فإن هذه المرحلة تصبح ضرورة ، فهى تعتبر العلاج الحقيقي للمدمن ، فأنها تنصب على المشكلة ذاتها ، بغرض القضاء على أسباب الإدمان. وتتضمن هذه المرحلة العلاجية العلاج النفسي الفردي للمتعاطي ، ثم تمتد إلى الأسرة ذاتها لعلاج الاضطرابات التى أصابت علاقات أفرادها ، سواء كانت هذه الاضطرابات من مسببات التعاطي أم من مضاعفاته ، كما تتضمن هذه المرحلة تدريبات عملية للمتعاطي على كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات ومواجهة الضغوط ، وكيفية الاسترخاء والتنفس والتأمل والنوم الصحي . كما تتضمن أيضاً علاج السبب النفسي الأصلي لحالات التعاطي فيتم – على سبيل المثال – علاج الاكتئاب إذا وجد أو غيره من المشكلات النفسية كما يتم تدريب المتعاطي على المهارات الاجتماعية لمن يفتقد منهم القدرة والمهارة ، كما تتضمن أخيراً العلاج الرياضي لاستعادة المدمن كفاءته البدنية وثقته بنفسه وقيمة احترام نقاء جسده وفاعليته بعد ذلك .
3- مرحلة التأهيل والرعاية اللاحقة:
وتنقسم هذه المرحلة إلى ثلاثة مكونات أساسية أولها:
أ- مرحلة التأهيل العملي :
وتستهدف هذه العملية استعادة المدمن لقدراته وفاعليته فى مجال عمله ، وعلاج المشكلات التى تمنع عودته إلى العمل، أما إذا لم يتمكن من هذه العودة ، فيجب تدريبه وتأهيله لأي عمل آخر متاح ، حتى يمارس الحياة بشكل طبيعي.
ب- التأهيل الاجتماعي :
وتستهدف هذه العملية إعادة دمج المدمن فى الأسرة والمجتمع ، وذلك علاجاً لما يسمى (بظاهرة الخلع) حيث يؤدي الإدمان إلى انخلاع المدمن من شبكة العلاقات الأسرية والاجتماعية ، ويعتمد العلاج هنا على تحسين العلاقة بين الطرفين (المدمن من ناحية والأسرة والمجتمع من ناحية أخرى) وتدريبها على تقبل وتفهم كل منهما للآخر ، ومساعدة المدمن على استرداد ثقة أسرته ومجتمعه فيه وإعطائه فرصة جديدة لإثبات جديته وحرصه على الشفاء والحياة الطبيعية.
جـ- الوقاية من النكسات:
ومقصود بها المتابعة العلاجية لمن شفى لفترات تتراوح بين ستة أشهر وعامين من بداية العلاج ، مع تدريبه وأسرته على الاكتشاف المبكر للعلامات المنذرة لاحتمالات النكسة ، لسرعة التصرف الوقائي تجاهها.
الأضرار الاقتصادية :-
1. تدهور حالة الفرد المادية من جراء إنفاق المبالغ الطائلة للحصول على الـمخـــدر . 2. تأثر الحالة المادية للأسرة مما يشكل خطر على الحالة المعيشيــة . 3. الإنفاق الحكومي على أعمال المكافحة والسجون والمستشفيــات . 4. الـبـطالــة وسـلـبــيـاتـهــا الاقتـصـاديـــة عــلى الــمـجــتــمـعـــات
الأضرار الصحية :-
1. ضمور خلايا المخ وبالتالي ضعف التفكير والفهم والذاكرة والإرادة . 2. ارتــفـاع ضـغــط الــدم واضــطـراب نـبــضات القــلب والتـشـنجـات . 3. حدوث إصابات في جهاز المناعة ينـجم عنها تدني مقـاومـة الجـسـم للأمراض . 4. اضطراب إنتاج هرمونات الذكورة مما يـؤدي إلى العـجـز الجنسـي . 5. إصابات الجهاز التنفسي المتعلقة بالأغشـية المخاطية و الحنـجــرة والحنجرة والبلعـوم ووظائف الرئــة . 6. الإصابة بالأمراض الخطـيرة كالزهري و الإيدز (17% من حـالات الإيدز في أمريكا بسبب الهيروين) . 7. الإصابة بعدوى ميكروبية مثل التهاب الكبد الفيروسي وتسمم الـدم