في ظل غياب كامل للأثرياء العرب والمسلمين عن دعم القدس المحتلة وانشغالهم بشراء الفضائيات والمصالح التجارية ، يتنافس أثرياء اليهود في الداخل والخارج لدعم المشاريع الاستيطانية وبناء الكنس في محيط المسجد الأقصى والبلدة القديمة من المدينة. ورغم وجود العديد من المشاريع العربية والإسلامية فإنها شحيحة وتبعد عن قلب المدينة الأكثر عرضة للتهويد، الأمر الذي دفع مسؤولين فلسطينيين إلى مناشدة الأثرياء العرب لمنافسة نظرائهم الإسرائيليين في دعم المدينة المحتلة. ويعود التدفق الملحوظ للأثرياء اليهود إلى المدينة لعدة اعتبارات دينية وسياسية تهدف في النهاية إلى تغيير معالم المدينة الإسلامية بالاستيلاء على المنازل العربية، وإقامة الأحياء اليهودية، ومنع السكان العرب من تطوير أحيائهم. الأثرياء يتنافسون إضافة إلى الدعم الحكومي غير المتناهي للمشاريع الاستيطانية في القدس ، أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية بأن عددا من الأثرياء اليهود في إسرائيل وخارجها يتبرعون بسخاء لصالح القدس. وأوردت في عددها يوم الاثنين أسماء أثرياء يتسابقون على دعم المشاريع اليهودية في المدينة بينهم رجل الأعمال البريطاني من أصل روسي يفغيني شفدلر الذي تبرع بنحو سبعة ملايين دولار، ورجل الأعمال الأوكراني غنادي بوغلوبوف الذي تبرع بنحو ثلاثة ملايين دولار، ورجل الأعمال المالطي فديم رابينوفيتش الذي تبرع بأكثر من خمسة ملايين دولار. وفي تفسيره لهذا السباق على دعم المدينة ، أوضح العضو العربي في الكنيست الإسرائيلي طلب الصانع أن ذلك مرتبط بعدة دوافع بينها محاولة التعويض نتيجة إحساس هؤلاء الأثرياء ومعظمهم من الخارج بالذنب وضرورة التكفير عن عدم وجودهم في الدولة اليهودية وذلك باستثمار أموالهم في القدس التي تعتبر جوهر الصراع. وأضاف أن الانتماء للحركة الصهيونية وروح التطرف والمغالاة والتعصب تدفع هؤلاء إلى الاستثمار في القدس باعتبار ذلك جزءا من العقيدة الدينية، فيقومون بالمشاركة في كل المشاريع التي تساهم في تهويد القدس من شراء للأراضي والمنازل والمؤسسات وإقامة المهرجانات وتنظيم الزيارات التعاطفية وغير ذلك. وفي ظل هذا التسابق لأثرياء اليهود، استغرب الصانع في حديثه للجزيرة نت "انشغال الأثرياء العرب عن قضيتهم التاريخية التي هي جزء من العقيدة، بشراء الفضائيات والمشاريع الثانوية التي لا تخدم حضارة ولا تاريخا ولا انتماء". الدور العربي من جهته يتحدث رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصى المبارك ناجح بكيرات عن مبالغ هائلة يدفعها الأثرياء اليهود لصالح القدس، موضحا أن أحدهم بنى مستوطنة كاملة، وآخر تبرع بـ450 مليون دولار دفعة واحدة. وفي مقارنة بسيطة، قال: إن اليهود يدفعون أموالهم في 34 صندوقا كلها تصب في تهويد القدس وبناء المتنزهات، فيما تكلف القدس إسرائيل يوميا نحو أربعمائة ألف دولار، وفي المقابل لا تكلف الأثرياء العرب سوى الفتات بما لا يزيد على أربعين دولارا يوميا. وفي الوقت الذي تنتنشر أسماء المتبرعين اليهود -يوضح بكيرات للجزيرة نت- في كل غرفة ومؤسسة وشارع وحي في القدس، تغيب أسماء الأثرياء العرب والمؤسسات والهيئات العربية رغم أهمية المدينة في عقيدة كل مسلم. وأكد غياب التبرعات العربية والأثرياء العرب عن دعم مدينة القدس وساكنيها من العرب، متهما إياهم "بالانشغال عنها في شراء وتأسيس القنوات الفضائية والتجارة والرحلات وبناء القصور ومواضيع هامشية". وحول ما يمكن للأثرياء العرب فعله اعتبر أن بإمكانهم شراء القدس وعقاراتها ووقفها لصالح المسجد الأقصى، وكذلك مساعدة المواطنين في استخراج تراخيص البناء التي يكلف أبسطها نحو مائة ألف دولار. كما بإمكانهم أيضا - بحسب بكيرات - بناء مساكن للأزواج الشابة، وتشغيل الآلاف من العاطلين عن العمل في مجالات كثيرة، وتمويل القضايا التي ترفع في المحاكم دفاعا عن قضايا المقدسيين وأراضيهم ومؤسساتهم. ونحن بدورنا في الشبكة الإسلامية ننقل هذه الصرخة للقادرين من المسلمين عسى أن ينجحوا في وقف قطار التهويد ، وان ينقذوا ما بقي من القدس ، اللهم هل بلغنا؟!.