في عصر الفوضى النتنة الرائحة وذات اللون الدموي الفاقع التي تسود المنطقة اضطررنا ان نتعلم كيف ينبغي التمييز بين رذيلة التأسلم والمتأسلم وفضيلة الاسلام والمسلم، فالمسلم يسعى الى المشاركة والمتأسلم يسعى الى المغالبة ! والمسلم مؤمن بربه وكتبه ورسله جميعا، والمتأسلم اما مؤمن بالسلطة بحثا عن الثروة او مؤمن بالقتل بحثا عن الدم او مؤمن بالاثنين معا!.
والمسلم هو من لا يتخلف عن القدماء الذين غادرت اجتهادتهم ركام ما هو قديم عن ازمنتهم ، والمتأسلم هو من يتقدم باصرار لاستنهاض ركام القدماء الذين تخلفوا عن اجتهادات الاقدم منهم ! يهتم المسلم بإيمانه ويهتم المتأسم بإيمان الآخرين ! والمسلم يستفتي ربه والمتأسلم يستفتي مرشده ! والمسلم يسامح والمتأسلم يذبح حتى من
يسامحه !.
الدين عند المسلم عقيدة تفكير ، والدين عند المتأسلم عقيدة تكفير ! وشغل المسلم الشاغل انارة المناطق الغامضة في الدين بمصباح العقل حتى لا يكون الانسان ، في النهاية، ضحية القوى التي تستفيد من غموض الدين لكي تقهر الجنس البشري ، بينما الشغل الشاغل للمتأسلم اظلام المناطق المنيرة في الدين بالقتل والدم حتى يكون الانسان ، في النهاية، ضحية القوى التي تستفيد من غموض الدين لكي تقهر الجنس البشري !.
هدف المسلم يمكن ان يكون اي شيء الا ان يكون سلبياً هادما ، بينما هدف المتأسلم يمكن ان يكون اي شيء الا يكون ايجابياً معمراً ! والمسلم يحاول انطاق عقله ، والمتأسلم يحاول اغلاق عقله ! والمسلم لديه وعي مستيقظ ، والمتأسلم لديه وعي نائم ! والمسلم دينه حلم العقل البشري ، والمتأسلم دينه كابوس العقل البشري!.
والمسلم يتجه بدينه نحو الاسلام ويتخذ من سعادة الانسان هدفاً ومقصداً له ، والمتأسلم يتجه بدينه نحو الانسان ويتخذ من تعاسة الانسان هدفاً ومقصداً له!.
ان غاية المسلم الوصول بالدين الى اسمى درجات الكمال ، وان غاية المتأسلم الهبوط بالدين الى ادنى درجات النقص ! والمسلم يجعل من المحبة ارقى اشكال الدين الذي يبشر به ، والمتأسلم يجعل من الكراهية ارقى اشكال الدين الذي يبشر به!.
يرى المسلم في الدين قوة حية تمجد الحياة وتزهر واقع الناس ، ويرى المتأسلم في الدين قوة مميتة تمجد الالم وتعذب واقع الناس!.
والمسلم يعيش مع الدين على المستوى الجوهري، والمتأسلم يعيش مع الدين على المستوى اللفظي، والمسلم لايتخوف من البحث العلمي في الدين، والمتأسلم يتخوف من البحث العلمي في الدين ! والمسلم دينه انساني ، والمتأسلم انسانه ديني.
بقلم: د. عامرحسن فياض