بسم اللة الرحمن الرحيم
بسمك اللهم أفتتح المقال وبالصلاة مع السلام علي خير الأنام أسأل اللة لي ولكم ذنوبا مغفورة وأعمالا مقبولة و مردا غير مخز ولا فاضح
ثم أما بعد:
اليوم نتحدث بفضل اللة عن عمل عظيم ثوابة لا يحصية العادون ولا يصف جمالة الوصافون إنة قيام الليل
بداية أذكركم _ومن أنا حتي أذكركم فالعين لا تعلو علي الحاجب_ بفضل قيام الليل
قال الرب الجليل في محكم التنزيل (أمن هو قانت آناء الليل ساجدا وقائما يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربة قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب) لا واللة لا يستوون تأمل باللة عليك روعة هذة الآية من ألفاظ جميلة وأسلوب فخم ومعني لا مثيل لة صدقت يا إبن المغيرة وأنت كذوب حين قلت (إن لة لحلاوة وإن علية لطلاوة وإن أعلاة لمثمر وإن أسفلة لمغدق وإنة يعلو ولا يعلي علية) وكثيرة هي الآيات التي إمتدح فيها ملك الملوك عبادة القائمين
ومن السنة المطهرة أحاديث كثيرة منها قولة علية أزكي الصلاة والتسليم ( عليكم بقيام الليل فإنة دأب الصالحين قبلكم وقربة إلي اللة تعالي ومكفرة للسيئات ومنهاة عن الإثم ومطردة للداء عن الجسد) وقال أيضا وانصت جيدا فهذا الحديث هو بيت القصيد في هذا الموضوع قال (من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين ومن قام بمائة آيةكتب من القانتين ومن قام بألف آية كتب من المقنطرين) أي ثواب جزيل أعدة رب كريم جواد لعبادة القائمين سبحان الكريم الجواد
وللة در القائل : يا رجال الليل جدوا * رب داع لا يرد
والآن تعال نستمع إلي كلام حجة الإسلام الإمام الغزالي رحمة اللة عن الأسباب المعينة علي قيام الليل قال يرحمة اللة :
اما الأسباب الظاهرة فهي (1)أن لا تكثر من الأكل فتكثر الشرب فيغلب عليك النوم ويصعب عليك القيام
(2)أن لا ترهق نفسك بالنهار فيما لا فائدة فية
(3)لا تترك القيلولة
(4) لا ترتكب الأوزار في النهار فتُحرم القيام بالليل
وأما الأسباب الباطنة فهي :
(1) سلامة القلب من الحقد علي المسلمين والبدع وفضول الدنيا
(2)الخوف من اللة
(3)عرفان فضل قيام الليل
(4) الحب للة وقوة الإيمان
والآن عزيزي القارئ بعد أن توكلت علي اللة وعزمت علي الإستيقاظ وأخذت بالأسباب سالفة الذكر إستيقظ أول مرة قبل الفجر بساعة _(ثم تدرج)_توضأ فأسبغ الوضوء واستشعر أن الذنوب والأوزار تتساقط عن الجسد طريحة علي الأرض كلما أتقنت غسل عضو ثم صلِّ للة ركعتين أو اربع _كل علي قدر إستطاعتة_ والخشوع مطلوب وإلا فلا ترهق نفسك وسر الخشوع أن تعلم أنك واقف بين يدي ملك الملوك وأنة الآن يباهي بك ملائكتة فاجتهد في الخشوع تبلغ مقصدك ولا تقم من السجدة إلا بعد أن تسأل اللة كل ما تريدة من أمور حلال طبعا و لتعلم علم اليقين أن الكريم (اللة) أكرم من أن يرد عبدة صفر اليدين فهو السميع القريب المجيب الدعاء وبعد أن تنتهي من صلاتك إقرأ ولو عشر آيات فقط من الذكر الحكيم بتدبر فإذا قرأت آية البشري والجنة سألت اللة الجنة وإذا مررت بآية العذاب سل الكريم ان ينجيك منها ثم صلي الفجر وإن أردت اذكر اللة بعد صلاة الفجر إلي طلوع الصبح فإن ذلك يعادل عمرة ولكن إياك ثم إياك بعد أن تسكب عبير الندم بالليل أن تواقع المعاصي بالنهار وقتها يذهب كل ما فعلت هباء منثورا
جرب ما قلت لك ولو مرة أسبوعيا وادعو لي في سجودك