بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أي العينين هي عينك أخي الحبيب هناك من ينظر إلى الدنيا نظرة تشاؤم , ويأخذ من المواقف المحنة , ولا ينظر إلى المنحة , تراه لا ينظر إلا على كل شيء قاتم , نظرته إلى الناس أنهم مخطئون وهو الصواب , تجده متضايق , بل أنت حينما تجلس بجانبه تجد الهموم والغموم , وكأنك في الدنيا مهموم ومغموم , يتحسر على الماضي , ويتشاءم من المستقبل , تجده يُهلك الناس و قد يكون أهلكهم , حينما تريد أن تفتح له باباً يأتي إليك ليغلق كل الأبواب , وفوق كل ذلك ليته يحاول أن يصلح ما يعتقد بأنه خطأ , بل ينقم عليه , تجد أن كثير من الناس لم يسلم منه , بل أنك حينما تتذكره يتضايق صدرك , لأرتباط ذاكرتك مع هذا الشخص بالهموم , فعذراً لهذا الشخص الذي ينظر إلى الدنيا بعين الذباب , فالذباب لا ينظر إلا للقبيح , ولا يقع إلا على القبيح , وتجده يبحث عن القبيح , ولكن هي تلك عين الذباب لا تعرف سوى القبيح . وهناك من الناس من تأتي إليه وأنت مهموم , فما إن تجلس معه إلا وترضى بهمومك وتعلم بأن ما اصابك لم يكن ليخطئك , وأنك في نعمة إذا رأيت غيرك , وتجده وكأنه يملك الدنيا , لا يأسف على ما مضى بل تجده راضياً بقضاء الله وقدره , بل تجده يتخذ من المحن منح , ومن المواقف عبر , ومن الحياة تجارب , فهو يعلم بأن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة , فعلاما هذا التشاؤم !!!تجد المتفائل دائماً مبتسم , بل تجد قلبه يتسع لكل شيء إذا أصابته سراء شكر , وإن أصابته ضراء صبر , تجده ينظر إلى الورد ولا يرى الشوك , تجده يتخذ من الشمس نوراً ولا يرى حرها , فهذا عينيه كعين النحلة يرى الدنيا جميلة , فالنحل لا يبحث إلا عن الأشياء الجميلة , يأبى أن يذهب للقبيح . وأنت أيها الكريم حذاري ثم حذاري أن تصاحب من ينظر إلى الدنيا بعين الذباب , وعليك بذاك الذي ينظر بعين النحل , وخذ من هذا الحديث قاعدة لك مدى حياتك . يقول النبي صلى الله عليه وسلم( لا يفرك مؤمن مؤمنة , إن كره منها خلقاً رضي آخر )يقول الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر البراك في شرح الحديث لا يفرك يعني لا يبغض ، لا يبغض مؤمن مؤمنة، والمراد الزوج مع الزوجة، لا يبغض الزوج المؤمن زوجته المؤمنة، لا يبغضها من أجل خلق يكرهه منها، بل عليه أن ينظر إلى الجوانب الأخرى، ولعل أخلاقها الحسنة ترجح على بعض أخلاقها المكروهة. لا يفرك مؤمن مؤمنة وما أعظم أثر هذا الإرشاد النبوي في استقرار الحياة الزوجية، لا إله إلا الله، أكثر ما يأتي القلق وتهتز البيوت وتخرب الأسر يعني بالغفلة عن هذا المنهج، المنهج الحكيم، منهج حكيم سبحان الله، كثير من الرجال الذين ليس عندهم حسن نظر، ولم يستضيئوا بهدي الرسول عليه الصلاة والسلام إنما ينظر إلى العيوب. فإذا كان في زوجته خلقا يكرهه، جعله هو متعلق تفكيره، وجعله هو أساس التعامل معها، فيكفر جميلها، ويكفر أخلاقها الأخرى { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا } على العاقل إنه يوازن، ما يكون نظره ينظر بعين واحدة، والشيطان حريص على التفريق بين الزوجين، وإفساد ذات البين بين الناس كلهم، فكيف بين الزوجين، حريص على إفساد ذات البين. ا.ه .هذا مالدي واسأل الله لك التوفيق والسداد .